للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفرح بعَود الوالد إلى هذه البلاد، ثم وعد بأنه سيجتهد غاية الاجتهاد عند السلطان في أمر الوالد، لكن بعد أن يتفرغّ السلطان مما هو فيه من هذه الهموم التي ترادفت عليه.

(ورود الخبر بهلاك العسكر المصري) (١)

وفيه في يوم الإثنين، تاسع عشرينه، وصل ساعٍ من قبل أُزبَك نائب الشام بمكاتبته، يخبر السلطان فيها بأن العسكر المصري هلك غالبه، ولم يسلم منه إلّا القليل ممن لا عبرة به، وأن أمراءه (٢) ذهبوا جميعًا في القتال.

وسنذكر قريبًا كيفية هذا القتال بعد أن ورد الخبر به في تاريخ ورده كما سيأتي، ونذكر ما جرى على من أخبر.

ولما ورد هذا الخبر على السلطان، وقُرئت هذه المكاتبة بعد فضّها بالقصر بين الملأ (٣) العام، وانزعج السلطان ومن حضر من هذا الخبر أشدّ الإنزعاج، وعظُم على الناس ذلك، بأن السلطان، بل وجمع من الناس كانوا يترجّون العسكر المصري، بل وكانوا يظنّون أن شاه سوار لما فعل ما فعل مع عساكر البلاد الشامية، وأنه لا بُدّ يعود العسكر المصري عليه فيكسره، أو إذا بلغهم عنه ما فعله وهم بعيدون (٤) عنه أخذوا في تدبير الحيلة في عَودهم سالمين بوجهٍ من الوجوه، وكان التوهّم بهلاكهم (٥) توهّمًا بعيدًا. ولما جاء الأمر بخلاف مُرتَجَى (٦) السلطان، بل والناس، أوجب ذلك تضاعف الهمّ وعظم المصيبة والبليّة وازديادها عمّا كانت، ولهذا عظُم ذلك على السلطان (٧).

[تفقّد مقياس النيل]

وفيه -أعني هذا اليوم، ووافق سادس عشرين بؤونة (٨)، تفقّد ابن (٩) أبي الروّاد المقياس، وأخبر بأن القاعدة جاءت ستة أذرُع وأربعة عشر إصبعًا، وطلعت البشارة بذلك في يوم ورود هذا الخبر، وكان يومًا على الأتراك عسيرًا، بل وعلى غيرهم من كثير من الناس.


(١) العنوان من الهامش.
(٢) في الأصل: "وإن امراؤه".
(٣) في الأصل: "الملاء".
(٤) في الأصل: "بعيدين".
(٥) في الأصل: "بهلاهم".
(٦) في الأصل: "مرتجا".
(٧) خبر هلاك العسكر في: نيل الأمل ٦/ ٣٣٠، وبدائع الزهور ٣/ ١٥.
(٨) في الأصل: "بونة".
(٩) في الأصل:"بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>