للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولم يزل أبو الفتح هذا يتردّد إلى هذا البندر، وجرت عليه بسببه مِحَن ومصادرات من السلطان يطول الشرح في ذكرها. ثم آل به الأمر أن استقلّ بنيابة جُدّة بعد ذلك أيضًا ثانيًا، وهو على ذلك في عصرنا هذا، وكان قد عُزل عنها قبل ذلك بالشمس محمد بن عبد الرحمن الآتي في محلّه، ثم لما مات أعيد. وسيأتي تفاصيل هذه الجُمَل في محالّها من سِنِيّ ما بعد الثمانين إن شاء اللَّه تعالى.

[[الإفراج عن الشهاب ابن العيني]]

وفيه أفرج السلطان عن الشهاب أحمد بن العَيْني، ثم خلع عليه كاملية بسمّور، يقال إنها خلعة الرِضى، ونزل من القلعة على أن يحمل عشرين ألف دينار، وأجرى بعد كل حساب، فكان جملة من صودر عليه من الذهب العين النقد مائة ألف دينار وتسعة وتسعين ألف دينار، غير ما أخذ له قبل ذلك، مما قد بيّنّا ذِكره، وهو أيضًا يزيد على مائة ألف دينار وخمسين ألف دينار، فكان مجموع ما أُخذ منه أولًا وآخرًا نحو الثلاثمائة ألف دينار وخمسين ألف دينار، فانظر إلى هذه الأموال التي يملكها هؤلاء، وكيف ملكوها، ومن أين؟ وما الأمر في ذلك؟ وكيف حسابهم عند اللَّه؟ فإنّا للَّه، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه (١).

[[ركوب السلطان إلى القرافة]]

(وفيه، في يوم السبت، رابع عشرينه، ركب السلطان متوجّهًا إلى القرافة، وزار الإمام الشافعيّ، والسيد أبا (٢) السعود، ثم السيدة نفيسة، وعاد من جهة خط قناطر السباع، وعطف إلى المنزل الذي به سودون البرقي، فدخل إليه ليعوده وهو مريض، على ما عرفتَ ذلك، واجتمع الغوغاء وكثير من العوامّ، حتى خرج السلطان بعد جلوسه عند سودون المذكور قليلًا، فضجّ [الناس] (٣) بالدعاء له، بل صاروا [بقربه] (٤) فأراد [الجمدارية] (٥) والسلاح دارية [ضربهم] (٦)، فمنعهم السلطان بيده، وكان يومًا مشهودًا) (٧).


(١) خبر الإفراج في: نيل الأمل ٦/ ٣١٩، وبدائع الزهور ٣/ ١٠.
(٢) في الأصل: "أبو".
(٣) ممسوحة فى الأصل.
(٤) كلمة ممسوحة، وما أثبتناه من: نيل الأمل.
(٥) كلمة ممسوحة، وما أثبتناه، من نيل الأمل.
(٦) كلمة ممسوحة، وما أثبتناه، من نيل الأمل.
(٧) خبر ركوب السلطان بين القوسين، كُتب على الهامش. وهو على يسار الصفحة. والخبر في: نيل الأمل ٦/ ٣١٩، ٣٢٠، وبدائع الزهور ٣/ ١٠، ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>