للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان لما مرض مرضه الذي مات فيه وطال به المرض عهد بالخلافة لأخيه شقيقه سليمان، وكتب عهده قبل موته، وأشهد عليه بذلك بعد أن ذكر أنه لا يعلم عليه كبيرة وأن الخط في ذلك.

توفي رحمه اللَّه في يوم الأحد رابع عشر ربيع الأول.

وكانت مدّة خلافته تسعة وعشرين (١) سنة، وأياماً.

وولي بعده أخوه كما قد عرفته بعد أن قام في ذلك يحيى بن المستعين باللَّه، وادّعى أنه معهود إليه بالخلافة من أبيه، ولم يُفده ذلك على ما سيجيء في ترجمته، وحضر السلطان فمن دونه جنازة داود هذا، وحُمل إلى المشهد النفيسي فدُفن به هناك على العادة.

(ترجمة الشيخ سرور المغربي) (٢)

٢٨ - سرور (٣) بن عبد اللَّه بن سرور بن أحمد بن عبد الحميد بن سعيد بن معروف بن خالد القُسنْطيني، التونسي، المغربي، المالكي.

الشيخ العالم، الفاضل، أبو الوليد، المعروف باسمه. نزيل الإسكندرية.

ولد بقسنطينة في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.

ونشأ مشتغلاً بالعلم، وقدم تونس فأخذ عن علماء تلك الحَلَبَة، وكانوا من الأجِلّاء الأكابر، وأعيان الفضلاء الأعلام. ثم قدم إلى الإسكندرية فقطنها، وقدم القاهرة غير مرة، وجرى عليه بالإسكندرية من الخطوب والمِحَن ما لا يُحَدّ، وأخرج منها مَنفيّاً إلى تونس، ثم عاد ومعه مكاتبة من صاحبها عثمان بالشفاعة فيه، ومع ذلك فجرى عليه أيضاً الخطوب، ووُلّي قضاء الإسكندرية ونظرها.

وقد ذكره الحافظ ابن (٤) حجر في مواضع من "تاريخه" (٥)، منها في حوادث سنة ست وعشرين، وبالجملة فقد امتُحن كثيراً، وآل أمره بعد ذلك أن قتل بيد بعض الفرنج بإغراء بعض الناس على ما سيأتي تفصيل ذلك في ترجمة الدماميني قريباً إن شاء اللَّه تعالى، ووصل خبر قتله على ما جزم به في شعبان.

وكان خيّراً ديّناً، لكنّه كان حادّ المزاج، عنده باردة وطيش.


(١) في الأصل: "وعشرون".
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) انظر عن (سرور) في: الضوء اللامع ٢/ ٢٤٥ رقم ٩٢٠، ووجيز الكلام ٢/ ٥٧٩ رقم ١٣٣٩، والتبر المسبوك ٢٦، ونيل الأمل ٥/ ١٥٦ رقم ٢٠١٠.
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) إنباء الغمر ٣/ ٣٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>