للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في خفّتها، ونزلت بدار بها بمكان يُسمّى فندق الركاد، ووجدنا صاحب تونس وسلطانها المتوكل على اللَّه عثمان خارجًا عنها آخذًا في التوجّه لجهة تلمسان لأجل إخراج صاحبها محمد بن أبي ثابت منها لكونه أخرج أحمد بن أبي حمّو الماضي ذكره القائم بدعوة بني حفص ملوك تونس وقطْعه هو الدعوة لهم، أعني محمدًا بن أبي ثابت. وكان صاحب تونس خرج في شوال من هذه السنة، ولما قرب عثمان من تلمسان أشير على صاحبها بأن يبعث إليه ويصالحه ويجيبه إلى [ما] كان سأله منه من طاعته والقيام بدعوته، وضرب الدرهم والدينار بمملكته (١)، فبعث إليه الشيخ الصالح، الولي، العارف، العابد، الزاهد، سيدي أحمد بن الحسن وعلى يده خطًّا (٢) من صاحب تلمسان محمد المذكور إلى صاحب تونس بأنه عاهده على طاعته والقيام بدعوته، وبعث إليه بعدّةٍ من الدراهم والدنانير مضروب عليها اسمه، والتمس منه الصلح، وكان قد وقع في عسكر عثمان الغلاء الكبير والقال والقيل وبعض خلف بينهم، وكان هو قد عزم على العَود وبقي يودّ مندوحة لذلك وحجّة من الحجج يحتجّ بها على رجوعه. كما كان اتفق للأشرف بَرسباي حين توجّهه لآمد، فلما قدم عليه الشيخ أحمد المذكور -نفعنا اللَّه تعالى ببركته- أجلّه جدًّا وعظَّمه، وأجابه في الذي جاء بسببه، ورجع من على جهة الصحراء في الشتاء، فتلف الكثير من عساكره وما يفهم من الحال وغيرها. وكان من أمره وأمر صاحب تلمسان ما سنذكره إن شاء اللَّه تعالى.

[ورود جماعة من علماء تونس على المؤلّف]

وفيه، في يوم الخميس ثامن ذي الحجة، ورد عليّ جماعة من علماء تونس، من جملتهم شيخنا سيدي أبو إسحاق إبراهيم الأخدري، وكان السُّؤال من (بعض) (٣) ضواحي تونس في: امرأة ذات مال ولدت مولودًا نصفه صفة آدمي، ونصفه الآخر صفة حيّة، وماتت الأم عقيب وضعه، وبقي حيًّا بعدها حتى تحققت حياته، ثم مات وترك والده، ولأمّه ولد آخر من غير أبيه، فهل يرث هذا المولود من أمّه شيئًا ويزاحم الولد الباقي من غير أبيه وينتقل ميراثه لأبيه أم لا ميراث له. فوقع في ذلك كلام كثير. ثم أفتى شيخنا إبراهيم المذكور بأن نصفه الأعلى من جهة الرأس إن كان هذا الذي نصفه الحيّة فلا ميراث له، وإن كان نصفه الآدمي


(١) في الأصل: "بمشكلته".
(٢) الصواب: "خط".
(٣) كُتبت فوق السطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>