للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى سلطنة الظاهر يَلِباي، فبعثه بحمل بُرْدُبك البَجْمَقْدار بعد خلاصه من أسر شاه سوار إلى البيت المقدس.

ولما تسلطن الأشرف قايتباي خُشداشه طلب منه الدوادارية الثانية، فما أجابه إليه، وأمّره طبْلخاناة، وأعطاها -أعني الدوادارية- لقان بردي الماضي، ومع تأميره إيّاه طبلخاناة فما رضي، وصار في غبن وقهرٍ عظيم. ثم عيّنه السلطان في التجريدة صحبة الأتابك أُزبَك.

وبها توفي قتيلاً في يوم موت قرقماس الجَلَب في ذي الحجة.

وكان لا بأس به، وعنده شجاعة ومعرفة بالفروسية وأنواع الأنداب، مع شمم زائد وتعاظُم.

واسمه تقدّم الكلام عليه في سنة تسعٍ وستين.

(ترجمة قرقماس الجلب أمير سلاح) (١)

٥٢٠ - قرقماس من يشبُك (٢) (خُجا) (٣) الأشرفي.

أمير سلاح، ثم أمير مجلس.

كان من مماليك الأشرف بَرسْباي، ويُذكر بقرابته لبَرسباي قرابة بعيدة. ويقال: معرفته له من بلاده فقط. وهو الذي بعث بجلبه إلى هذه البلاد، فلما أحضر به إليه جعله خاصكيًّا في يوم قدومه عليه، ولهذا قيل له: الجَلَب.

ووهِم من قال إنه جعله من الطبلخاناة في يوم قدومه، بل ولا من العشرات. نعم أمّره عشرة بعد ذلك بمدّة يسيرة، ودام على ذلك إلى سلطنة الظاهر جقمق، وهو الذي صُيّر من الطبْلخاناة لأدبه وسكونه وحُسن سمته وعقله من يومه، واستمر على ذلك مدّة سلطنة الظاهر كلها وما نكُب، مع أنه كان من خواصّ الأشرف.

ولما تسلطن المنصور عثمان صيّره من مقدَّمين (٤) الألوف على تقدمة دَولات باي الدوادار، حين قبض عليه.

ثم لما تسلطن الأشرف إينال صيّره رأس نوبة النُوَب، ودام على ذلك مدّة


(١) العنوان من الهامش.
(٢) انظر عن (قرقماس من يشبك) في: إنباء الهصر ١١١، ١١٢ رقم ٣٥، والضوء اللامع ٦/ ٢١٨ رقم ٧٢٦، ووجيز الكلام ٢/ ٨٠٧، ٨٠٨ رقم ١٨٦١، والذيل التام ٢/ ٢٢٨، ونيل الأمل ٦/ ٣٧٧ رقم ٢٧٨٧، وبدائع الزهور ٣/ ٣٤، ٣٥.
(٣) كتبت فوق السطر.
(٤) الصواب: "من مقدَّمي".

<<  <  ج: ص:  >  >>