للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى سلطنة المؤيَّد أحمد ابن (١) الأشرف إينال، فرقّاه إلى إمرة مجلس، عِوضاً عن جَرباش كُرْد، لما نُقل إلى إمرة سلاح، عِوضاً عن خُشقدم الناصري، لما نُقل إلى الأتَابكية، عِوضاً عن أحمد نفسه، لما تسلطن بعد والده الأشرف، فلم تطُل مدّته في إمرة مجلس حتى تسلطن الظاهر خُشقدم، فنقله إلى إمرة سلاح في أول يوم من سلطنته، عِوضأ عن جرِباش [الذي] (٢) نُقل إلى الأتابكية عِوضاً عن خُشقدم، بحكم تسلطنه بعد خلع المؤيَّد ابن (٣) الأشرف على ما عرفت كلّاً (٤) من هذه التنقلات في محالّها، واستقر في إمرة مجلس بعده قانَم التاجر، واستمر قرقماس هذا على إمرة سلاح مدّة خُشقدم كلها. وتولّى الأتابكية سنة اثنتين (٥)، وهو لا يتكلّم ولا يُبدي ولا يُعيد، والعادة جرت أن يليها أمير سلاح. ولما تمرّض الظاهر خُشقدم كان قد عيّنه للخروج بتجريدة إلى الوجه القِبلي، على ما عرفتَ ذلك في محلّه، وما جرى في ذلك إلى أن مات خُشقدم وتسلطن يَلَباي، فبعث إلى قرقماس في يوم سلطنته وهو مقيم بساحل مصر، كان قد بَدَرَ للسفر بأن يخرج، فخرج من يومه، ثم بعث يَلَباي في إثره من قبض عليه، وبعث به إلى سجن ثغر الإسكندرية، ولم تطُل مدّته بالسجن حتى خُلع الظاهر يَلَباي، وتسلطن الظاهر تمربُغا، فبعث إليه بإطلاقه وتوجُّهه إلى ثغر دمياط. واتفق في يوم خروجه من السجن دخول يَلَباي إليه، على ما قدّمنا ذلك أيضاً. ولما توجّه إلى ثغر دمياط أقطعه الظاهر تمربُغا إمرة عشرة يأكلها هناك.

ثم لما تسلطن الأشرف قايتباي استقدمه إلى القاهرة، وولّاه إمرة مجلس، عِوضاً عن أحمد بن العَيْني. وكان جانِبك قُلَقْسيز قد وُلّي الأتابكية، فصار يُجلس قرقماس تحته بعد أن كان يجلس فوقه بعدّة أنفار، في دولة الظاهر خُشقدم، والستة الأنفار الذين تعدّوه إلى الأتابكية هم: قانَم، ويَلَبَاي، وتمربُغا، وقايتباي، وجانبك قُلَقسيز، وأُزبَك.

ثم عيّنه الأشرف قايتباي إلى التجريدة لما عيّن أُزْبَك الأتابك. وقد قدّمنا كيف طلب الاستعفاء من ذلك في يوم نزول النفقة إليه، فما أجيب إلى ذلك. ولما خرج إلى سوار وجرى ما قدّمنا ذِكره.

توفي قرقماس هذا قتيلاً في يوم الكائنة في المضيق، وذلك في ذي الحجة، ولم يوقف له على خبر، ولا وُجِدت رِمّته، ولا عُلمتْ كيفيّة قتْله أصلاً إلى يومنا هذا.


(١) في الأصل: "بن".
(٢) في الأصل: "له ولما".
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) في الأصل: "كل".
(٥) في الأصل: "سنة اثنان".

<<  <  ج: ص:  >  >>