للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مازونا، وقلعة هوّارة، والبنجا (١)، ودخلنا تِلِمسان في أواخره.

[[عيد النحر بتلمسان]]

وفيه، في يوم الأحد عاشره كان عيد النحر بتِلِمسان، فخرجنا للمصلَّى بظاهرها، وحضر محمد بن أبي ثابت صاحب تِلِمسان صلاة العيد في هذا اليوم، بعد أن خرج في موكب حافل، حين تعالى النهار جدًّا، ثمِ صلّى ونحر أُضحيته كَبْشًا أملحًا في المصلّىً بعد فراغه من الصلاة، وشُهر هذا الكبْش محمولًا على بغْل مع رجل مُعَدّ لذلك، فشقّ به المدينة لأجل أن يُتَيقّن بتضحية الإمام على قاعدة مذهب الإمام مالك رضي اللَّه عنه، وكان هذا الرجل لما سار بهذه الذبيحة الأضحية مُجدًّا ببغله في سيره مُحِثًّا في ذلك، ولم أكن أعرف ذلك قبل هذا التاريخ، فسألت بعَض أصحابي عن ذلك، فأجابني بأن ذلك من عادة ملوك هذه البلاد، وأصل ذلك ما لحظته أنا من إعلام الناس بأن الإمام ذبح، ثم عاد محمد بن أبي ثابت المذكور إلى المدينة في موكبه الحافل. وسمعت امرأة فى غضون اجتيازه على الناس من العجائز تدعو له بدعوات، من ذلك أن يسخّر الله تعالى له سليمان بن موسى، فعجبت من ذلك. وكان سليمان هذا من كبار أمراء عرب تلك البلاد، وهو أمير عرب هلال أعظم من أمير آل فضل في هذه البلاد، ومن كان سليمان هذا معه من ملوك تِلِمسان راج أمره، ومن كان عليه، كان في إدبار وتخوّف.

[ولادة مولودة للمؤلّف]

وفيه، في طلوع فجر يوم الأربعاء، ثامن عشره، وُلدت لي ابنة بتلمسان من أمّ ولدي شُكْرباي أم الفتح، وسمّيتها عائشة أيضًا، واغتبطت بها بحيث كنت أتولّى أكثر أمورها في التربية بيدي. ودامت معي إلى أن دخلتُ بها القاهرة في عَودي من بلاد المغرب، ونشأتْ كيّسة فطِنة على صِغر سِنّها، وأقرأتُها شيئًا من القرآن، وتعلّمتْ الكتابة، فلما دخل الطاعون سنة ثلاثٍ وسبعين الآتي، ماتت مطعونةً في ليلة نصف شهر رمضان، ولم تُكمِل الخمس سنين، وكثُر أسفي عليها، عوّضني اللَّه خيرًا منها.

(كائنة يَرَشْ وتغريقه مع أنفار) (٢)

وفيه، في ليلة الخميس، عشرينه، غرّق السلطان يَرَشْ السيفي (٣) جَانبك


(١) في الأصل مضبَّبة: "الببلجا" أو "البطحاء"؟.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) ستأتي ترجمة يَرَش السيفي في وَفَيات هذا العام.

<<  <  ج: ص:  >  >>