للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القضاة البدر محمود العَيني، فولدت له الشهابي أحمد بن العَيني الماضي ترجمته.

وأمّا عبد الرحيم فقد مرّت ترجمته.

(صرف هبة اللَّه بن الديري عن كتابة السرّ وما كُتب في ذلك) (١)

وفيه، في يوم الإثنين سادسه، صُرف البرهان بن الدَيْري عن كتابة السرّ بعد أن باشرها خمسة عشر يومًا، وكان ذلك من غريب النوادر، ثم أشيع أن سبب صرفه عنها أنه لما ماتت ابنة خَوَنْد المتقدّم ذكرها قال البرهان هذا: ورد في الأخبار المنقولة عن الأفاضل أنه ما خرج من بيت ميّت في يوم السبت إلّا تبعه اثنان من أكابر ذلك البيت، وأنه عرّض في ذلك بالسلطان وزوجته، وبلغ ذلك للسلطان فحنق من ذلك، ووقع أشياء وصرفه عن كتابة السرّ بعد أن بكّته بسؤاله عن ذلك، وأنه في أيّ كتاب نقل ذلك. ووقع قال وقيل كبير في هذه القضية حتى قال البعض إن الذي جرى على البرهان بسبب أخيه شيخ الإسلام وببركته، إلى غير ذلك من كلام يطول الشرح في تفصيله. وشغرت كتابة السر مدّة أيام كثيرة.

وكان القاضي نور الدين بن الأنبابي يباشر تعلّقات ديوان الإنشاء ويشدّ الوظيفة إلى أن وليها الزين بن مزهر كما سنذكره، ولم يَتَهنَّ البرهان بن الدَّيْري بهذه الوظيفة، وللَّه الأمر (٢).

[[كسر النيل عن الوفاء]]

وفيه، في يوم الأربعاء خامس عشره، ووافق ذلك ثامن عشر مِسرَى من شهور القبط، كان كسر النيل المبارك عن الوفاء، وتقدّم أمر السلطان بنزول قانَم التاجر أمير مجلس لذلك، فركب وعدّى المقياس فخلّقه ثم عاد إلى السدّ ففتح بحضوره، ثم ركب المركوب المجهّز إليه من الإسطبل السلطاني بالقماش الذهب والزركش، وصعِد إلى القلعة، وخُلع عليه خلعة هائلة، ونزل إلى داره في موكب حافل، وكان يومًا مشهودًا أكثر في سرور الناس بعد اليأس، وللَّه الحمد (٣).

[[موقعة العربان والعسكر السلطاني بالبحيرة]]

وفيه، في يوم الخميس سادس عشره، ورد الخبر على السلطان من البُحيرة


(١) العنوان من الهامش.
(٢) خبر صرف ابن الديري في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٧١، ونيل الأمل ٦/ ١٤٦، وبدائع الزهور ٣٩٧/ ٢ و ٣٩٨.
(٣) خبر كسر النيل في: نيل الأمل ٦/ ١٤٨، وبدائع الزهور ٢/ ٣٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>