للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في أثره، واتفق أن تبعه دوادار أرغون شاه نائب غزّة، وإنسان آخر من مماليك السلطان الأشرف قايتباي، ممَن كان بغزّة في بعض المهمّات، فما يتعلّق بالسلطان، ومعهما جُمَيعَّة لا بأس بها في القوّة. وكان نائب غرة توجّه لجهة أخرى تابعًا أثر تمُربُغا، اتفق أن أدركه الدوادار هذا بجمعٍ من نجوع العرب، فأخذه ووصل به إلى غزّة ليلًا، فدخلها قبل عَود أستاذه أرغون شاه، ثم حضر أرغون شاه فكتب إلى السلطان بإعلامه بذلك، والتماسه من يجهّزه إليه السلطان ليتسلّم تمُربُغا منه. ثم اختشى أرغون شاه من طول ذلك عليه، لئلّا تقوم فتنة أو نحوها، فركب بعساكره، وحمل تمربُغا معه، وقصد الديار المصرية. وكان لما وصل الخبر إلى السلطان أمر يشبُك من مهدي الدوادار بالتّوجّه ليتسلّم تمربُغا، فاتفق أن وافاه ببلبيس، وتسلّمه منه على ما سنذكره (١).

(ورود الخبر بأسر الأتابك جانبك وغيره) (٢)

وفيه، في يوم السبت، خامسه، وصل إلى القاهرة إنسان من الخاصكيّة، ممن كان مع العسكر المصري، يسمَّى يشبُك (ويُعرف بقمر، وهو من الخاصكية من مماليك الظاهر جقمق) (٣)، وكان قد أُسر حين وقعة سوار، وفادَى عن نفسه بألفي ومائتي دينار، وضمنه فيها الأتابك جانِبك قُلقسيز، وهو في أسرهم أيضًا، فأطلق هذا ليعمل مصلحة نفسه في إحضار المال. ولما قدم القاهرة أخبر أن شاه سوار المذكور أسر جماعة كثيرة من الأمراء المصريّين ومن الخاصكية، وأنه قرّر على الأتابك جانِبَك قُلقسيز أربعة وثلاثين ألف دينار، يحملها إليه حتى يطلقه، وندب الأتابك السلطان بحلب سبعة عشر ألف دينار، وعلى يشبُك الأشقر تسعة آلاف أيضًا، وعلى نَوروز المعروف بحُمَيدان كذلك، وعلى ابن (٤) والي الحجر من أمراء حلب مبلغًا لا يحضرني كمّيّته الآن. وكذا على علي بن القيشاني من أمراء حلب أيضًا، وعلى جماعة أخر جُمل يسيرة من المبلغ. وأخذ يشبُك قمر المذكور في تهيئة المبلغ الذي قُرّر عليه، لكونه ضمنه منه الأتابك جانِبَك، وكذا شرع قصّادُ مَن ذكرنا من الأمراء في تحصيل ما قُرّر على أستاذيهم. ثم أخبر يشبُك قمر المذكور عن كيفية هذه الكائنة، وأنها كانت من مشاهير الوقعات، وأنه مات بها


(١) خبر القبض على تمربغا في: نيل الأمل ٦/ ٣٣١، وتاريخ قاضي القضاة، ورقة ١٣٨ ب و ١٣٩ أ.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) ما بين القوسين من الهامش.
(٤) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>