للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وللأشرف إينال هذا عدّة من الآثار من ذلك: تربته التي أنشأها بالصحراء بخطته، وبها حضور، وهي تربة أنيقة، والسبيل الذي بين القصرين وما ببلده من مكتب الأيتام تجاه الكاملية دار الحديث، وأنشأ تربة أستاذه الناصر بدمشق، وله غير ذلك من الآثار والأبنية.

(نوادر ما اتفق بين إينال وبَرسْباي الأشرفيين) (١)

ومن نوادره -أعني الأشرف هذا- موافقته للأشرف بَرسْباي في أشياء نذكرها، وهي أنه صار أتابكًا بعد الدوادارية، وكذا بَرسْباي صار أتابكًا بعد الدوادارية، فإنه لما قبض على الأتابك طرباي لم يقرر أتابكًا بعده حتى عقد له الملك، فقرّر فيها بيبُغا المظفّري، فكان هو الأتابك وهو ظاهر، ولُقّب هذا بالأشرف، وكذا كان بَرسباي لقبُه الأشرف، وكُنّي بأبي النصر، وكُنّي برسباي كذلك، وعقد الملك لكل منهما في ثامن الشهر، وكان ذلك في ربيع، وهذا أيضًا في ربيع، وإن اختلف الربيعان، الأول والثاني، وهذا من غريب الاتفاقات ما سبقني لبيانه غيري.

توفي الأشرف هذا في يوم الخميس نصف جماد الأول على ما تقدّم في محلّه، وذلك بعد سلطنة ولده بيوم على ما عرفته فيما أسلفناه، وكان سنّه يوم مات فوق الثمانين تخمينًا.

١٣١ - جانِبك النَوروزي (٢) نائب الإسكندرية المعروف بنائب بعلبك.

كان من مماليك نَورز الحافظي المشهور الترجمة.

وكان من خواصّ مماليكه وولّاه نيابة بعلبك في أيام تغلّبه على دمشق، وبها عرف (٣) ثم تنقلّت به الأحوال بعده حتى أنزل بديوان الجند السلطاني، وصُيّر خاصكيًّا، ودام على ذلك مدّة في عدّة دول إلى أن تسلطن الظاهر جقمق فأمّره عشرة وصُيّر من رؤوس (٤) النُوَب، ثم عيّنه بعد مدّة إلى المدينة المشرّفة لقمع أهل الفِتَن والشرور بها، فأقام بها برهة من الزمان وعدّة سنين، وظهرت نتيجته،


(١) العنوان من الهامش.
(٢) انظر عن (جانبك النوروزي) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ١٥٣ و ٣١٠، ٣١١، والدليل الشافي ١/ ٢٤٠ (دون رقم للترجمة)، ولم يترجم له في المنهل الصافي، والضوء اللامع ٣/ ٦١ رقم ٢٤٧، ونيل الأمل ٦/ ٩٥ رقم ٢٥٢٠، وبدائع الزهور ٢/ ٣٦٣.
(٣) في الأصل: "وبهاعر"، ولم يكتب الفاء سهوًا.
(٤) في الأصل: "روس".

<<  <  ج: ص:  >  >>