للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأشرف قايتباي سلطان عصرنا هذا، كما سنذكر ذلك، فاشتغل أصباي بنفسه، بل وقُبض عليه، وعُدّ هذا من كرامات السيد أحمد بن عُقبة هذا، نفع اللَّه تعالى به.

ولْنُتَرجم أحمد هذا:

(ترجمة الشيخ أحمد بن عُقبة اليمني) (١)

٣٧٢ - (هو أحمد بن عبد القادر بن عُقبة.

الشيخ ( … ) (٢)، العارف، أبو العباس الحضرمي، اليمني، الشافعي، المعروف ( … (٣)) (٤).

ولد بحضرموت من بلاد اليمن بعد العشرين وثمانمائة.

ونشأ فقرأ القرآن العظيم، واشتغل بالعلم وتصوّف وتزهّد، ثم قدم من بلاده مكة حاجّاً، وقطنها عدّة سنين، ووقع له بها أشياء، وظهرت له كرامات، ثم قدم القاهرة في سنة إحدى وسبعين صحبة الزين بن القادري المذكور، وقصد التوجّه إلى القدس فما قُدّر له ذلك في قدمته هذه. وعاد إلى مكة، ثم قدم القاهرة ثانيًا، ونزل بمكانٍ بدرب الأتراك، ثم توجّه إلى زيارة البيت المقدس، فزاره وعاد إلى القاهرة، وآواه سليمان الخازن بوصيّة من الشيخ عبد الكبير الحضرموتي (٥) اليمني، الوليّ المعتَقَد بمكة، المشهور، ثم انتقل إلى تربة بَرسْباي البجاسي بالصحراء، فسكنها بمكالب بها فرارًا من الناس بالقاهرة، ويقصده الناس والأعيان من العلماء والأكابر لزيارته والتبرّك به. ورتّب له السلطان ثلاثين دينارًا في العام يقبضها عبذ له يقال له عبد اللَّه، ومنها يكون قوته وكِسوته، ويتولّى عبده عبد اللَّه ذلك، وهو في غاية ما يكون من تعظيم نفسه، مع زهادة وعبادة وورع ودين وخير، وحُسن سمت وتؤدة، وسكون زائد، ونورانية، وحُسن هيئة ونظافة، ولطافة مزاج، وخفّة روح، جمالي (٦).

وكان الشيخ أبو المواهب (٧)، نزيل الجامع الأزهر، كثير الاعتقاد له والتعظيم


(١) العنوان من الهامش.
(٢) كلمة مضيَّبة.
(٣) كلمة غير واضحة.
(٤) ما بين القوسين من الهامش.
(٥) هو عبد الكبير بن عبد اللَّه بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد، أبو حُميد الأنصاري، من ذرّية أبي حميد الصحابي الحضرمي اليماني، نزيل مكة. توفي سنة ٨٦٩ هـ. انظر عنه في: الضوء اللامع ٤/ ٣٠٤، ٣٠٥ رقم ٨٢١، ووجيز الكلام ٢/ ٧٦٩ رقم ١٧٧٢، والذيل التام ٢/ ١٨٦.
(٦) في الأصل: "جماليا".
(٧) هو محمد بن أحمد بن محمد بن داود بن سلامة، أبو عبد اللَّه وأبو المواهب ابن الحاج=

<<  <  ج: ص:  >  >>