للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقاسى الناس منهم أنواعًا من الشدائد، وصاروا يخطفون العمائم، وفعلوا أشياء لا تُحدّ ولا تُعدّ ولا تحلّ ولا تجوز من فسق وفساد وأذى، وبدأوا في هذه الأيام بشَيْل رؤوسهم (١) حتى كادوا بعد ذلك أن يبلغوا ما بلغ جُلبان الأشرف إينال، بل فعلوا أفعالًا مثل أفعال أولئك، لكنْ عاجَلَهم اللَّه تعالى بأخذ أستاذهم وموته قبل كمالة السنتين من بداية أمرهم وشرّهم، وإلّا كان الحال قد عظُم (٢).

[[قدوم قاصد صاحب تونس إلى تلمسان]]

وفيه، بعد نصفه، قدم إلى تِلمسان قاصد صاحب تونس أيضًا، وهو إنسان من عين جماعته، ومعه جماعة أُخَر بطلب جوابٍ شافٍ عن نقض ما كان اتفق الحال عليه، وعرض في مكاتبته بأنه ماش عليه وقاصده بعساكر عن قريب، ثم كان ما سنذكره (٣).

[[خلعة السفر على قاصد حسن الطويل]]

وفيه، في يوم الخميس سادس عشره، خلع السلطان على قاصد حسن الطويل، وبعث معه أشياء كثيرة من الهدايا المرسلة، طمعًا في تسليم قلعة كركر للسلطان خصوصًا، وقد ترادفت الأخبار بمشْي جهان شاه على حسن وثورانه به، متّفقًا هو وولده بير بُضاغ صاحب بغداد، وكان قد بلغ السلطان خبرهما على حسن، فعيّن أربعة من الأمراء مقدَّمين (٤) الألوف بسبب ذلك احتياطًا لأجل حفظ حلب. وكان ما سنذكره (٥).

(كائنة نهب مصر العتيقة) (٦)

وفيه، في يوم الخميس، ثاني عشرينه، كائنة نهْب مصر العتيق (٧) من جُلبان السلطان، بأنْ ثار منهم جماعة توجّهوا إلى مصر القديم (٨) غايرين عليها، فنهبوا الكثير من حاراتها وحوانيتها وأفحشوا في ذلك غاية الفحش.

وكان السبب في ذلك أن جماعة من الجُلبان توجّهوا في أمس هذا اليوم إلى جهة جزيرة الصابوني، وخاضوا النيل إليها، وأراد بعضهم أخْذ شيء من القِثّاء


(١) في الأصل: "روسهم".
(٢) الخبر في: نيل الأمل ٦/ ٢٠٩.
(٣) تقدّم مثل هذا الخبر في أول شهر جمادى الآخرة.
(٤) الصواب: "مقدّمي".
(٥) خبر خلعة السفر في: نيل الأمل ٦/ ٢٠٩.
(٦) العنوان من الهامش.
(٧) هكذا يكتبها في كل المواضع.
(٨) هكذا يكتبها في كل المواضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>