للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قانِبك المحمودي، وجانبك كوهيه، وهما من مقدّمين (١) الألوف، والثلاثة مؤيَّديّة من خُشداش السلطان، فأذِن لهم في الدخول عليه، ولم ينهض للجلوس لهم. فبدر الأمير الكبير بأن قال: لا يكلّف من السلطان خاطره بالحركة، وتحرّك هو وبالجهد منه حتى بقي على مشقّة، وأخذت بشكوى ما يجده من الألم ولا يقرب الموت ولا يذكره، حتى ولا أسَرَّ لهؤلاء الثلاثة بما في من ذلك، وما هذا إلَّا عن طول أمل زائد ورانٍ على القلب عظيم. ثم أخذوا في الأسـ (. . .) (٢) بخاطره وتسليته عن مرضه والدعاء له بالعافية وذهاب الشرّ. ثم خرج أمره بأن ينادى العسكر بسفرهم إلى حيث عُيِّنوا، ولا سمع بذلك (٣).

[[مشيخة نابلس]]

وخلع في هذا اليوم على يوسف بن فُطيس (٤) الأستادّار بدمشق بمشيخة نابلس. ثم خرج الناس من عنده ولم يعلّم العلامة الواحدة. وكان هذا أول قطع العلامة والمنع منها من يوم مرضه لمن له حاجة أو شغل، وهو على سفر غاية الضرر والتشويش بسبب عدم العلائم. ثم كان ما سنذكره (٥).

[شدّة مرض السلطان]

وفيه، في يوم الخميس، ثامنه، أصبح السلطان في غاية الشدّة من المرض والإياس منه في هذا اليوم، وكذا في يوم الجمعة بعده، وهو مع ذلك كلّه واعٍ جدًّا في العقل والذهن، طلْق اللسان بالكلام.

(وفاة السلطان خُشقدم) (٦)

٣٦٥ - وفيه، في يوم السبت، سادسه -وكان ثبت بعد ذلك بالرؤية على ما قيل- كانت وفاة السلطان الملك الظاهر خُشقدم، وكان من خبر ذلك أنه أصبح في يوم الخميس في غاية شدّة المرض كما قدّمناه وكذا في يوم الجمعة، ثم لما أصبح


(١) الصواب: "من مقدَّمي".
(٢) كلمة غير واضحة.
(٣) خبر طلوع الأتابك في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٠٥، ونيل الأمل ٦/ ٢٧٧، وبدائع الزهور ٢/ ٤٥٤.
(٤) له ذكر في سنة ٨٧٤ هـ. حيث استقر في نيابة القدس. (نيل الأمل ٦/ ٤١١) وورد في الأنس الجليل ٢/ ٤١٣ "يوسف الجمالي المشهور بابن أقطيش".
(٥) خبر مشيخة نابلس في: نيل الأمل ٦/ ٢٧٧.
(٦) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>