للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخُشقدم، لا يتكلّم في شيء مع بقاء اسم الوزارة له، فدام قاسم هذا على ذلك، وأمر الدولة معزوٌ به مدّةً تزيد على السنة. وكان في كل قليل يرجف بولايته للوزارة، وهو متقحّم على ذلك، ولا يُجاب إليه، على أنه لا وزير غيره، إذ خُشقدم الحِسّ، وقاسم هو المعنى، بل إن شئت فقل هو الحِسّ والمعنى، لأنه من يوم تكلّمه على الدولة لم يتكلّم خُشقَدم فيها بوجهٍ من الوجوه، ثم استقر في الوزارة الجمال يوسف بن (١) عثمان الزراريري، كاشف البَهْنَسا والأشمونين مدّة يسيرة، واستعفى، فقرّر فيها قاسم هذا في سنة تسعٍ وثمانين (٢)، فاستقلّ بها وهو يباشرها مباشرة سداد، حتى تُعُجّب منه في ذلك، وهو على ذلك في الحقيقة من مدّة مديدة، وصار قاسم هذا معدوداً من الأعيان، لمرور السنين عليه والأيام، إذ له في هذه الوظيفة وزيرًا ناظر دولة نحو العشرين سنة أو زاد عليها.

وهو إنسان حسن، لا بأس به بالنسبة لغيره، وله مَيل لأهل العلم والفقهاء.

وأنشأ مدرسة بباب القرافة. وأنشأ في هذه الأيام مكانًا حسنًا بالصناعة بشاطئ مصر، يقال له الوزيرية. وهو من أهل الثروة.

وله ولدان، أحدهما يقال له أبو السعود، شاب طائش مخلوع، كثير التهتّك. والآخر لا أعرفه.

[[نظر الدولة]]

وفيه استقر في نظر الدولة أيضًا إنسان يقال له عبد القادر لا أعرفه ولا إلى يومنا هذا.

[الخلاف حول نيابة الأبُلُستَين والتجريدة إلى البلاد الحلبية]

وفيه وردت الأخبار بأن ابن (٣) عثمان جهّز شاه سِوار بن دُلغادر، وهو أخو ملك أصلان الذي تقدّم خبر موته، ومعه جمع من عسكره لما بلغه قتْل ملك أصلان، وبعث معه قاصدًا (٤) من عنده للسلطان يلتمس منه أن يقرّره على نيابة الأَبُلُستَين، عوضًا عن أخيه.

ثم لما بلغهم أن السلطان قرّر فيها شاه بُضاغ، وكانوا قد قربوا للدخول لمعاجلة السلطان فدخلوها، وبلغ نائب حلب ذلك، فخرج إليهم بجموعه. ولما


(١) في الأصل: "ابن".
(٢) نيل الأمل ٧/ ٣٧٤، ٣٧٥ و ٣٨٠.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) في الأصل: "قاصد".

<<  <  ج: ص:  >  >>