للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حاجب الحجّاب بالمحمل، وكان قد وصل قبلهما (قانِبَك) (١) المحمودي.

(زيادة شرور الجُلبان وضررهم) (٢)

وفيه -أعني هذا الشهر- زاد شرّ الجُلبان من مماليك ( … ) وتشويشهم وفسادهم، وتسلّطهم على عباد اللَّه تعالى، وظلمهم وعسفهم، وقَرُبَت سِيَرُهم من سِيَر جُلبان الأشرف إينال، بل جدّوا جِدّهم، واقتفوا أثرهم، وصار من له عند آخر طلابة أو حقّ أو غير ذلك لغرض من الأغراض الفاسدة ونحوها، يجيء إلى الواحد من الجُلبان فيركبه إلى مطلوبه، وَلا يزال هذا الجَلَب بالمطلوب حتى يصل الطالب إلى غرضه بعد البهدلة والضرب أحيانًا، والسبّ وغير ذلك، وحصل على التجار بسبب ظهور هؤلاء الأجلاب غايةُ الضرر والتشويش، وصاروا يأخذون ما يريدونه منهم بأقلّ من رأس المال، بل برُبْع القيمة، بل بأقلّ، بل وفي الأحيان بغير ثمن، وعمّت بهم البليّة، وزادت الأذيّة، وبلغ السلطان ذلك، وكان ما سنذكره في صفر.

(ذِكر الصخرة ومسجد الجدار) (٣)

وفيه- أعني هذا الشهر- زرنا الصخرة التي بساحل واهران، التي أشيع بها بأنها المرادة في قوله تعالى حكايةً عن فتى موسى بن عِمران، على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ} [الكهف:٦٣]، وذلك أنّني خرجت إلى ظاهر واهران من باب البحر إلى الساحل، فرأيت صخرة عظيمة بالساحل المذكور، وعلى ظَهرها مسجد لطيف يُصلَّى فيه ويُدعى (٤) به، فيقال: إنه مشهور بإجابة الدعاء فيه. وكنت رأيت قبلِ ذلك بتِلِمْسان مسجدًا يقال له مسجد الجدار، يزوره أهل تِلِمْسان، وعليه أنْس وخَفر، ويزعم أهل تِلِمْسان بأنه مكان الجدار الذي أقامه السيد الخضر. ثم رأيت في بعض التفاسير أن المراد بالقرية المذكورة في سورة الكهف هي تِلِمْسان، فلم أستبعد حينئذٍ على هذا القول أن تكون الصخرة هذه التي بواهران، وبالجملة فهذا شيء قد قيل على إمكان أن يكون الأمر بخلاف ذلك، واللَّه أعلم.

[[وصلول القاضي العقباني إلى تلمسان]]

وفيه، في أواخره، ورد الخبر علينا بواهران بوصول القاضي أبي عبد اللَّه محمد العقباني، قاضي الجماعة بتِلِمْسان، الماضي خبر توجُّهه إلى تونس صُحبة


(١) مطموسة في الأصل: أثبتناها من: نيل الأمل ٦/ ٢١٦.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) في الأصل: "ويدعا".

<<  <  ج: ص:  >  >>