للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دوران المحمل والتّهيُّء له، فزُيّنت في الحال، ثم نودي بأن لا يحمل أحد (١) من المماليك ولا غيرهم عِصِيًّا (٢) ولا سلاحًا ليلًا. ودامت الزينة من هذا اليوم إلى يوم الإثنين مضيئين (٣) المحمل على العادة الجارية في ذلك.

وما حدث في هذه الأيام ولا في هذه الزينة ما كان قد تعارف حدوثه قبل ذلك في أيام دوران المحمل، بل كان الغالب الخير والسلامة والأمن والطمأنينة، وهذه أول سنة أدير فيها المحمل في سلطنة الظاهر هذا، وكان حافلًا. وكان معلّم الرمّاحة في هذه السنة الأمير قايتباي المحمودي شادّ الشراب خاناه سلطان العصر في زمننا هذا الذي نحن به الآن، وكانت الباشات الأربعة من الأمراء ( … ... ) (٤) الظاهر برقوق الناصري الظاهري جقمق الذي ولي نيابة الشام فيما بعد ذلك في ( … ) (٥) السلطانية قايتباي المذكورة ومات على ذلك جماعة سيجيء في المتجدّدات إن شاء اللَّه تعالى، كطومان باي الأشرفي الآتي في وفيات سنة أربع وسبعين، وجانِبك الأبلق الظاهري الآتي أيضًا والماضي بعضٌ (٦) من أخباره، وبَرسباي قرا الظاهري الذي هو الآن رأس نوبة النُوَب في زمننا الذي نحن به، وقد مرت ترجمته. وكان هذا الدوران من أبهج دورانات المحمل (٧).

[[الإفراج عن الإهناسي]]

وفيه، في يوم الإثنين، ثاني عشره، أُفرج عن علي بن نور الإهناسي الماضي ذِكره وخبر القبض عليه، وكان قد وُكّل به بمنزل تمربُغا رأس نوبة النُوب، فعُملت مصلحته وأُطلق- يقال - بمالٍ بذله وحُمل إلى السلطان زيادة على العشرين ألف دينار، وقيل خمسة وعشرين ألفًا، واللَّه أعلم (٨) ..

[التجريدة إلى الوجه القِبلي]

وفيه، في يوم الخميس خامس عشره عيّن السلطان تجريدة إلى الوجه القِبلي عليها جانبك نائب جدّة الدوادار ومعه من مقدّمين الألوف جانِبَك قلقسيز الأشرفي وعدّة وافرة من الطبلخاناة والعشرات نحو العشرين، ومن الجند السلطاني


(١) في الأصل: "احدًا".
(٢) في الأصل: "عصيي".
(٣) في الأصل: "متضادين".
(٤) مقدار كلمتين ممسوحتين.
(٥) كلمة ممسوحة.
(٦) في الأصل: "بعضًا".
(٧) خبر دورة المحمل في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٦٨، ونيل الأمل ٦/ ١٤٢، وبدائع الزهور ٢/ ٣٩٣.
(٨) خبر الإفراج في: نيل الأمل ٦/ ١٤٢، وبدائع الزهور ٢/ ٣٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>