للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبين الأشرفية الإينالية من الأمراء، من كلا الطائفتين، مقاولة في الكلام، ومحاورة بحضور السلطان وبين يديه، وأغلظ السلطان فيه القول لأزدمر الطويل، وتوقع الناس عقيب ذلك ثورانًا (١) فيه، بل أشاعوا بأن ستكون، ثم لم يكن شيء (٢) من ذلك (٣).

[مصادفة يشبُك الجمالي لتمربُغا بقطيا]

وفيه، في يوم الأربعاء ثانيه، قدم يشبُك الجمالي من البلاد الشمالية، وطلع إلى القلعة، وأخبر أنه لما صادف تمربُغا بقَطيا، لم يتعرّضه بأذى ولا ضرر، ثم أثنى على تمربُغا خيرًا.

ويشبُك الجمالي هذا هو أحد مقدَّمي الألوف بعصرنا الآن، والزَّرَدْكاش الكبير، وهو من مماليك الجمال بن كاتب جَكم. وقد مرّت ترجمته فيما أظنّ.

(ذكر القبض على الظاهر تمربغا) (٤)

وفيه، في يوم الخميس ثالثه، ورد الخبر بالقبض على تمربُغا بالقرب من غزّة.

وكان من خبر ذلك أن السلطان كان قد بثّ مراسيمه إلى غزّة وغيرها من الجهات بالتفحص على تمربُغا، والقبض عليه إن أمكن ذلك، عقيب نجاة (٥) تمربُغا وخروجه من ثغر دمياط. (!).

وكان تمربُغا هذا قد سار من قَطْيا لما لم يُظفَر به، ووقع ما تقدّم خبره من فوزه بنفسه، وترك حموله وأثاثه على ما مَرّ بيان ذلك، وكان معه محمد بن عجْلان الماضي ذِكره، وعيسى بن سيف، بجمعٍ من عربانهما التابعين لهما. وكان معه ناظر ثغر دِمياط المسمَّى بأبي الفتح، ومعه ابنان من مماليك الظاهر خُشقدم، وهما دَولات باي، وتَنَم ونحو أربعة من المماليك أيضًا، ووصلوا إلى خان يونس، وظنّ أن نائب غزّة ينضمّ إليه، أولا أقل من أن لا يتوجّه، واتفق أن نائب غزّة حين ورد عليه مرسوم السلطان ركب بجماعة، ومعه عسكر غزّة، وقصد جهة خان يونس، فصادف تمربُغا به، بل رآه رأي العين، فانهزم تمربُغا منه إلى بعض الجهات من غير قتال، وتفرّقت عنه أصحابه لما رأوا عسكر غزّة متقحّمين عليهم، وثار القوم


(١) في الأصل: "ثوران".
(٢) في الأصل: "شيئًا".
(٣) خبر تغليظ السلطان في: نيل الأمل ٦/ ٣٣١.
(٤) العنوان من الهامش.
(٥) في الأصل: "نجاته".

<<  <  ج: ص:  >  >>