للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قراءة تقليد السلطان) (١)

وفيه، أعني هذا اليوم، كانت قراءة تقليد السلطان بالقصر الكبير، وحضر الخليفة والقضاة الأربع، فلما تمّت قراءته أُحضرت الخِلَع، فخلعٍ على كاتب السرّ، ثم قضاة القضاة على الترتيب ثم الخليفة، ونزلوا، وكان وقتا مشهودًا، لكنْ لا طلاوة عليه لكون أنّ السلطان فيه كالعارية أو الآلة.

(وصول بُردُبك البَجْمَقْدار إلى القاهرة) (٢)

وفيه- أعني هذا اليوم، في آخره- قدم بُردُبك البَجْمَقدار نائب الشام إلى القاهرة، واختفى بمكان بظاهرها، وبعث إلى تمر الوالي خُشداشه يعرّفه بمكانه، وأنه تجهّز في تلطيف أمره، فعرّف تمر السلطانَ بذلك، فقامت قيامته.

فيقال إن بُردُبك هذا ما اجتاز في قدومه بقَطْيا ولا قدِمها.

ويقال: إنه اجتاز بها مختفيًا، وأبعد عند الدَّرْكاه (٣) فلم يجتز بها، ولم يَصدف تمرباي المهمندار وجَكَم، ففاتاه وفاتهما.

ويقال: إنهما رأياه وتواطآا (٤) معه على عدم معارضته، وأنهما اجتمعا به في ذلك خفية، ومكّناه من التوجّه للقاهرة عساه تُعمل مصلحته، وأظهرا أنهما لم يصدفاه.

ويقال بأنه اجتاز في مجيئه على البدوية لا على قَطْيا.

ويقال غير ذلك. وما حرّرت ذلك، واللَّه أعلم.

ثم عاد تمرباي وجَكَم، وقبل أن يصلا للقاهرة وصل هو إليها، ولما تحقّق السلطان ذلك وقامت قيامته ندب أزْدَمر من يَلباي الظاهري المعروف بتمساح (٥)، بأن يتوخه إليه لمكانه الذي هو به وتوكّل به حتى يوصله إلى القدس بطّالًا، وأنه لولا مراعاته لما حلّ به الخير، فتوجّه أزدمر هذا وفعل ما أُمِر به، وأوصله إلى القدس، وعاد بعد أيام.


(١) العنوان من الهامش.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) في الأصل: "وتواطيا".
(٤) الدركاه: لفظ فارسي معناه: عتبة العظماء، يُستعمل أحيانًا مخففًا بلفظ دركه DARGAH.
(٥) أزدمر من يلباي الظاهري المعروف بتمساح، توفي سنة ٩٠٠ هـ. انظر عنه في: الضوء اللامع ٢/ ٢٧٤ رقم ٨٥٧، وإنباء الهصر ٣٨١، وتاريخ الملك الأشرفي قايتباي ٣٧، والمجمع المفنّن ٢/ ٤٧، ٤٨ رقم ٦٨٢، وحوادث الزمان ١/ ٣٧٨ رقم ٥١٢، وبدائع الزهور ٣/ ٣٠٧، والتعليق، لابن طوق (مخطوط) ٢٥٨ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>