للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تهيئة الظاهر يَلَباي للموكب]

وفيه، في يوم الأربعاء، رابعه، تهيّأ الظاهر يَلباي للموكب في يوم الخميس على العادة، فعُملت القبّة [و] الخدمة بالقصر على العادة، وطلع الأمراء مقدَّمو (١) الألوف على العادة الجارية في ليالي الخدمة للمبيت بالقصر، وطلع في جملة من طلع جانِبَك قلقسيز، ولم يخالف في الطلوع سوى يشبُك الفقيه، وقانِبَك، ومَن تقدّم ذِكرهم، وهم على عادتهم قبل ذلك في الانقطاع عن المواكب في هذه الأيام، لما بيّنّاه لك فيما أسلفناه، وخاصة جماعة أُخَر غير من ذكرنا من الأمراء المؤيّديّة، ومنهم طوخ الزَّرَدْكاش (٢)، وهو من أجلّ الأمراء من الطبْلخاناة، وكان قد نقل غالب ما بالزَرَدخاناة السلطانية من الآلات والأسلحة، حتى القبّة والطير، فإنها أُخفيت من ذلك اليوم، ولم يوجد بالزَرَدخاناه ما ستعرفه، وفُقد من الزردخاناه أشياء أُخَر كثيرة، ونزّل أكثر آلات الزَّرَدْخاناة إلى دار يشبُك الفقيه، لأجل أن يحصّنها، فإنه أخذ في تحصينها لا سيما الباب، ونزل طوخ بهذه الآلات من غير شعور أحدٍ من الجُلبان، ولم يدع بالزَّرَدْخاناة إلّا أشياء يسيرة، ونزل بعامّة ما كان بها من آلات الحرب والأنفاط وغير ذلك إلى دار يشبُك كما قلناه، وذلك بمواطأته مع السلطان على ذلك، وأخذ يشبُك الفقيه في هذه الليلة -أعني ليلة الخميس خامس جماد الأول- يدبّر حاله ويحصّن داره وبابها وحيطانها، ومعه عدّة جماعة كبيرة ممن انضمّ عليه من المؤيّديّة والأشرفية الكبار البَرْسْبائية، وفيهم جماعة من الأعيان، ما بين أمراء عشرات، وغيرهم من أعيان الأغوات من الخاصكية والأجناد، وكذا الطائفة الأشرفية الإينالية، وجماعة أيضًا من السيفية، من أمراء وخاصكية، واجتمع من ذلك الجمع الوافر من العساكر، وصاروا من المقاتلين لأخصامهم بالقوّة.

(واقعة يشبُك الفقيه) (٣)

وفيه، في يوم الخميس خامسه، أصبح يشبُك الفقيه معلنًا بظهوره عن القوة (٤) إلى الفعل، وقد تكاملت عنده تلك الطوائف التي قدّمنا ذكرها (٥)، وتوفّرت


(١) في الأصل: "مقدمين".
(٢) مات (طوخ الزدركاش) في سنة ٨٨٦ هـ. انظر عنه في: نيل الأمل ٧/ ٣٠٦ رقم ٣١٠٣، وبدائع الزهور ٣/ ١٩١.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) في الأصل: "من القوة".
(٥) في الأصل: "ذكرهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>