للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الطويل بن قرايُلُك تسلّموا قلعة كركر، وكان من خبر ذلك أن العساكر الحلبية كانت قد توجّهت من حلب لقتال أهل كركر بعد أخْذها، فحاصروهم مدّة حتى أبادوهم السر (١)، وعجزوا عن قتال العسكر وحصارهم، فبعثوا إلى حسن بن قرايُلُك المذكور تسليمَها إيّاه، فندب حسن في الحال سريّة عدّتها أربعمائة من خوّاص جنده وجيادهم، فتسلّموها وأقاموا بها، وعادت عساكر حلب إليها بعد أن أقاموا على حصارها نحو العشرة أشهر، حتى إذا أشرفوا على أخذها عمل أهل كركر معهم ما ذكرناه، فعادوا بغير طائل، لأنه لم يبق لإقامتهم فائدة. ولما بلغ السلطان ذلك قامت قيامته، لا سيما وقد أظهر حُسن الموافاة والمصافاة والاتفاق على عداوة ابن (٢) عثمان، ولم يَسَعْه أن يُظهْر ذلك، فأخذ يلوّح لقاصد حسن بك الذي ورد إليه بأن يسلّم قلعة كركر، وفطن القاصد لذلك، فعامله بالمواربة وبما يزعمه، فقال إن حسن أحد مماليك السلطان، وهو نائب عنه بكركر وبغيرها من بلاده نفسه، فضلاً عن كركر، فصار السلطان كالمُلزَم، وهذا الجواب مع ما هو فيه من شدّة الحصر من حسن المذكور والحيرة في أمره، إذ كان قصْده أنه لما بعث إليه أهل قلعة كركر أن يبعث إليهم بقوله: أعطوه إمرة بها، أو إذا بعث من أخذها يُسلّمها عقيب ذلك العسكر حلب. ولما لم يفعل ذلك لا شك أنه عدوّ وغدّار. وحصل عند السلطان بهذا الأمر الباعث الشديد الذي ما عنه من مزيد. ثم أخذ بعد ذلك في تلافي أمره مع ابن (٣) عثمان واستدراك فارطه، فعيّن السيد الشريف نور الدين أبا (٤) الحَسن علي القَصيري المعروف بالكردي، وخلع عليه بالتوجّه رسولاً عنه إلى ابن (٥) عثمان، وندبه بأن يهتم غاية اهتمامه في إبرام الصلح بينه وبين ابن (٦) عثمان. وكان بعد ذلك ما سنذكره (٧).

[تسديد الأستادّار الجامكية وتفرقتها]

وفيه - أعني هذا الشهر - أظهر الشمس منصور الأستادّار الاحتفال الزائد في شأن سداد الجامكية وتفرقتها، وبقي ينادي في كل جامكية بمُنادٍ من قِبله، أن يأتي الضعفاء والفقراء لأخْذ جوامكهم قبل الأقوياء والأغنياء. وأُلبس خلعة بعد خلعة


(١) هكذا في الأصل؟
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) في الأصل: "أبو".
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) في الأصل: "بن".
(٧) خبر قلعة كركر في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٨٨، ونيل الأمل ٦/ ٢٠٦، ٢٠٧، وبدائع الزهور ٢/ ٤٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>