للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سفر ابن رمضان إلى بندر جُدّة]

وفيه سافر علي بن رمضان القبطي (١) إلى بندر جُدّة، متكلّمًا عليه بعناية أحمد بن العَيني وقيامه معه، بعد أن التزم بمالٍ كبير، قدّره على نفسه من هذه الجهة (٢).

[[وصول سيف جانبك نائب طرابلس]]

وفيه في يوم الخميس، سلْخه، قدم الحاجب الثاني بطرابلس -وأظنّه علي المعروف ببساط (٣) - وعلى يده سيف جانبك الناصري، وأخبر بموته (٤).

[[شهر شعبان]]

[[نزول السلطان إلى مصر العتيقة لامتصاص غضب الناس]]

وفيها، في يوم الأحد، ثالث شهر شعبان، نزل السلطان من القلعة بغير قماش الموكب، وتوجّه إلى مصر العتيق (٥)، وهو يظنّ أن أهل مصر لا بدّ وأن يستغيثوا إليه، ويتشكّوا له ما وقع لهم وحصل عليهم، وقصد أنه إذا وقع منهم ذلك، فأخذ في تطييب خواطرهم، وأخمد ذلك في نزوله، وما نزل إلّا بسبب ذلك، وذلك لما كان من بعض الأمراء من أهل الجند، فإنه خوّفه من دعاء العامّة ومن ثورتهم، وأن ذلك مما لا يتلافى إلّا بتعبٍ كبير. فلما نزل بهذا القصد، واجتاز شوارع مصر، وجدها قد زُيّنت لمروره. ثم لما رأوه (٦) العوامّ ضجّوا بالدعاء له بالنصر، ولم يذكروا ولا الواحد من الكائنة، ولا ما وقع لهم، ولا تكلّم بكلمة واحدة في مثل ذلك، حتى حصل لذلك الأمير الذي خوّف السلطان من عواقب العوامّ غاية القهر. ثم عاد السلطان ودخل في عَوده لمنزل أحمد بن العَيني، سِبط زوجته الخوند شُكْرباي الأحمدية، وكان يسكن بدار نائب جُدّة،


(١) هكذا في الأصل، ومثله في نيل الأمل، وفي بدائع الزهور ٢/ ٤٤٧ "وكان أصله من الأقباط"، وفي الضوء اللامع ٥/ ٢٢٠، ٢٢١ رقم ٧٤٥ "الأسلمي". وهو توفي سنة ٨٧١ هـ. وستأتي ترجمته فيها.
(٢) خبر سفر ابن رمضان في: نيل الأمل ٦/ ٢١٠.
(٣) لم أجد له ترجمة.
(٤) خبر وصول السيف في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٨٨، ونيل الأمل ٦/ ٢١٠، وقد توفي جانبك الناصري في شهر رجب من هذه السنة، وستأتي ترجمته.
(٥) هكذا في الأصل.
(٦) الصواب: "لما رآه".

<<  <  ج: ص:  >  >>