للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومنعوا الناس من الأعيان وأرباب الدولة من طلوعهم إلى القلعة للخِدم السلطانية، وكثُر هرَجهم ومَرَجهم، وطلبوا من السلطان أن يزيد في جوامكهم وكِسوتهم وعليق خيولهم. ووقع منهم أمور يطول الشرح في ذكرها. وآل الأمر في ذلك إلى السكون بعد أن راسلهم السلطان غير مرة، وترضّاهم حتى رضوا بعد اللُّتيّا والتي (١).

وكان سبب ثورتهم ما كانوا فيه من كسر حُرمتهم التي حصلت لهم بعد كائنة أصباي، فصاروا من ذلك اليوم في لمع وما حملوا ذلك، وبقوا في غاية ما يكون من الباعث، وصاروا يتوقّعون حادثة تكون مندوحةً لقيامهم، حتى وجدوا هذه الحجّة ليكون ذلك ذريعة لعَودهم، لِما كان عليه من التسلّط على الناس والأذى، حيث صار كالطبع لهم، لا سيما وفي ذلك أخذ أموال الناس وبضائعهم. فلا حول ولا قوّة إلّا بالله.

(ولاية السيوطي القضاء) (٢)

وفيه، في يوم الخميس، سادس عشره، استقر في القضاء الشافعية الشيخ العالم، الفاضل، القاضي، وليّ الدين السيوطي الماضية ترجمته في متجدّدات سنة () (٣) وخمسين وثمانمائة.

وكان منصب القضاء من يوم صرف البدر أبي (٤) السعادات البُلقيني شاغرًا. وأذِن السلطان للزين ابن (٥) مزهر في أن ينظر في الأحكام وأحوال النواب إلى أن يرى السلطان رأيه فيمن يولّيه القضاء، بل وخطب الزين ابن (٦) مزهر بالسلطان في أيام شغور القضاء، وتكلّم في بعض الأحكام وكثير من الأمور المتعلّقة بمنصب القضاء الشافعية، ولهذا عدّه البعض في قضاة مصر كما تقدّم ذلك في ترجمته. ولم يزل إلى أن تقرّرت (٧) للولي السيوطي هذا فولّيها (٨).

[التنبيه على منع التجار بيع المماليك الجُلبان بحلب]

وفيه، أعني هذا اليوم، أمر السلطان بأن يُكتب إلى نائب حلب بأنه لا يمكّن أحدًا من تجار المماليك بأن يدخل إلى ممالك السلطان بشيء من المماليك الجُلبان


(١) خبر ثورة الجلبان في: نيل الأمل ٦/ ٢٥٦.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) بياض في الأصل.
(٤) في الأصل: "أبو".
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) في الأصل: "بن".
(٧) في الأصل: "تحرت".
(٨) خبر ولاية السيوطي في: نيل الأمل ٦/ ٢٥٦، وبدائع الزهور ٢/ ٤٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>