للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم حضرنا صلاة الجمعة بها، ولَهَجَ بعضُ أهل القيروان والكثير من العوامّ بزوال عثمان صاحب تونس. ولم يكن إلّا خيرًا، وهو موجود من بعد ذلك التاريخ إلى يومنا هذا على ملكه وسلطنته.

[ولاية بُرْدُبك هجين أميرجان دار]

وفيه، في يوم الإثنين سادسه، بالقاهرة استقرّ بُردُبك هجين أحد مقدَّمين (١) الألوف أميرجان دار، وهي وظيفة قديمة كانت من أجلّ الوظائف فيما مضى من الأزمنة، ثم تلاشى أمرها وتلاشت إلى أن صارت بيد بعض الخاصكيّة من الأجْناد، بل صارت لا وجود لاسمها ولا شُهرة ولا ذِكر على تقدير الوجود. فلما مات قردم (٢) الماضي ذِكره في أواخر الماضية على غالب ظنّي، أو في هذه، فإنني ما اشتغلت بتحرير ذلك، لا سيما وقد كنت غائبًا عن هذه المملكة. فأراد السلطان أن يُحيي هذه الوظيفة فقرّر بها بُردُبك هذا، ونوّه بها لولايتها له، ومع ذلك فلم تشتهر ولا ذُكرت، بل ولا مرّت بعد ذلك. ولعلّ ذلك كان أن السلاطين كانوا في الزمن الأول كثيري (٣) الأستار الموجِب لظهور الجان دار، فإن معناه: "ماسك الروح" كأنه موكَّل بحفظ السلطان في لياليه لخيانةٍ في أستاذه، ولما لم يوجد ذلك في هذه الأزمنة كان ذلك سببًا بجمود ذكر هذه الوظيفة، وبه أجزم فلا يُشك في ذلك (٤).

[[الخلعة على قاصد ابن عثمان]]

(وفيه، في يوم الخميس، تاسعه، خلع السلطان على قاصد ابن (٥) عثمان خلعة السفر، وخلع على جماعة أُخَر من رفقته ( … ) (٦) عنهم، ( … ) (٧) بالسفر، وكان قد عيّن قبل ذلك سودون القصروي للتوجّه صحبة القاصد الأول عن السلطان ابن عثمان، ثم أبطل ذلك، بل بعث ما كان هيّأه من الهدية إلى ابن (٨) عثمان على يد قاصده فامتنع القاصد من حمل ذلك وقال: لم تجر العادة بذلك، وتوجّه إلى جهة مرسله) (٩).


(١) الصواب: "أحد مقدَّمي".
(٢) تقدّم برقم (١٩٦) وسيأتي أيضًا برقم (٢٤٢).
(٣) في الأصل: "كثيرو".
(٤) خبر ولاية بردبك هجين في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٨٧، ونيل الأمل ٦/ ١٩١، وبدائع الزهور ٢/ ٤٢٠.
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) كلمة واحدة ممسوحة.
(٧) كلمة واحدة ممسوحة.
(٨) في الأصل: "بن".
(٩) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط. والخبر في: وجيز الكلام ٢/ ٧٥٩، ونيل الأمل ٦/ ١٩٢، وبدائع الزهور ٢/ ٤٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>