للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مصر، فزاد حنق السلطان من ذلك، ووقع بسبب ذلك القال والقيل الكثير، وكان هذا أول أسباب تغيّر خاطر كلِّ من السلطانين من صاحبه، واستصحب ذلك إلى يومنا هذا على ما ستعرف ذلك فيما يأتي من سِنيّ تاريخنا هذا (١).

[شهر شوّال]

[استهلال شوّال وعيد الفِطر]

وفيها استهلّ شوّال بالقاهرة بالأربعاء، فكان في ليلة هذا اليوم الذي هو عيد الفِطر ليلة عيد بيكاييل (٢)، فاتفق عيد المسلمين والقبط في هذا اليوم، وكان ذلك من نوادر الغرائب التي يقال: إن من مائة سنة ما وقع مثلها ولا نظيرها إلّا في هذا اليوم (٣).

[[عيد الفطر بالقاهرة]]

(وفيه، أعني يوم عيد الفطر بالقاهرة طلع قاصد ابن (٤) عثمان إلى القلعة حين قدومه ذلك القاهرة بقصد العيد مع السلطان، وأدخله السلطان بعد الصلاة إلى القصر، فجلس على سرير المُلك، فقبّل له القاصد الأرض بين يديه، وكان قد اعتذر بأنه لا يعرف هذه العادة. ثم خلع السلطان في هذا اليوم على من له عادة في كل سنة. وخلع على القاصد من جملتهم. وهال القاصد ما رآه من كثرة الخِلَع في هذا اليوم، وكانت نحو الثمانمائة خلعة، لعلّ لم يقع مثل ذلك في مثل هذا اليوم في قطر من الأقطار ولا في مُلك غير صاحب مصر) (٥).

[عيد الفِطر بالقيروان]

وفيه، في يوم الجمعة ثالثه، بالقاهرة، كان يوم عيد الفِطر بالقيروان، فكان التفاوت ليلتان، ولا بِدْع في ذلك، فإن مسافة ما بين القاهرة والقيروان مقدار مسيرة مائة ليلة، فيختلفَ الطالع اختلافًا فاحشًا، أو لعلّ الاختلاف في ليلة والأخرى تعارض آخر في الشهور الماضية. وحضرنا في هذا اليوم صلاة العيد بالقيروان بجامع عُقْبة بن عامر، وهو الجامع الأعظم بها، وهو من بديع الجوامع وأحسنها.


(١) خبر وصول القاصد في: نيل الأمل ٦/ ١٩١، وبدائع الزهور ٢/ ٤٢٠.
(٢) هكذا في الأصل. وهو "ميكائيل" في نيل الأمل.
(٣) خبر استهلال شوّال في: نيل الأمل ٦/ ١٩١، وبدائع الزهور ٢/ ٤٢٠.
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) ما بين القوسين كتب على هامش المخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>