للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويجتمع بالسلطان في رأس كل شهر يهنّئه بالشهر، ويُذكر بجميل وخير (١).

[خروج يشبُك من مهدي لقتال العربان]

وفيه، في يوم السبت، عاشره، خرج يشبُك من مهدي الدوادار الكبير إلى جهة البحيرة، لقتال العربان الخارجين عن الطاعة، المفتِنين بتلك البلاد، والمفسدين بها، وخرج معه طائفة موفورة من الجند السلطاني وغيرهم.

(ضيافة السلطان للمنصور عثمان) (٢)

وفيه عمل السلطان ضيافة حافلة لولد أستاذه المنصور عثمان، الذي قدّمنا خبر قدومه للقاهرة برسم الحج، وبعث السلطان إليه بطلبه للضيافة، فصعِد القلعة، ونزل عن فرسه بباب القلّة، ودخل فجلس بالحوش السلطاني، إلى أن خرج له الإذن بالدخول إلى البحرة التي أنشأها الظاهر خُشقدم، فجلس بها حتى جاءه الإذن أيضًا بالدخول على السلطان بالبحرة القديمة، حيث محلّ الضيافة، فإنه أضافه بها، فلما دخل على السلطان قام له، ثم جلسا من غير تكرمة، بل كلّ منهما على مقعد على حِدة، وساواه السلطان، وأجَلَّه أن يجلس هو بالتكرمة منفردًا عنه، ثم أحضر الفطور من أشربة وغيرها، فأفطر ومَن حضر، ثم أحضر السماط بعد ذلك، وكان سماطًا حافلًا جدًّا هائلًا، فأكلا، ولم يحضر هذه الضيافة من مقدَّمين (٣) الألوف سوى جانبك من ططخ وهو إذ ذاك الأميراخور الكبير، وإنّما حضرها لكونه بباب السلسلة، وحضرها أيضًا بعضٌ من العشرات وجمع من أعيان الخاصكيّة. ثم لما انتهى السماط أُحضرت كاملية هائلة بمقلب سمَّور مسبول إلى الذيل فأفيضت على المنصور، ثم قام له السلطان وأمر بإحضار مركوبه إلى الحوش لعند باب البحرة من مكان ركوب السلطان، فأركب من ثم نزل إلى دار أخته على عادته قبل ذلك.

[اختيار المنصور المجاورة بمكة المكرَّمة]

ثم بعث إليه السلطان يخيّره، بين المجاورة بمكة المشرّفة، وبين العَود إلى محلّ سكنه بثغر الإسكندرية فأعاد الجواب بأنه اختار الحج والعَود إلى الثغر، واعتلّ عن المجاورة بأن أبا حنيفة رضي الله عنه كرهها، وهو كما قال، فإنه


(١) خبر ولاية مرجان في: إنباء الهصر ٦٤، ونيل الأمل ٦/ ٣٧١، وبدائع الزهور ٣/ ٣١.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) الصواب: "من مقدّمي".

<<  <  ج: ص:  >  >>