للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العشير، من تلك البلاد، ما بين نابلس والبلاد الشامية أيضًا، بل وغيرها، ونفق فيهم الأموال الطائلة، وجهّزهم وهو هناك وعَرَضهم، ثم خرجوا قبل أن يعود، وكتب أسماءهم (١) في أسماء أعيانهم وكُبَرائهم (٢). فيقال: إنه جمع خمسين ألفًا منهم، ويقال: بل ثلاثين ألفًا (٣).

وأنا أقول: لعلّهم لم يبلغوا العشرين، بل كانوا أضرّ الناس على العسكر حين الكسرة الكائنة لهم، على ما سيأتي ذلك، فإنهم نهبوا ما شاء الله تعالى أن ينهبوا، بل وقتلوا من استفردوا به من العسكر طمعًا فيه وفيما معه على ما بلغني. على أنه قتل منهم الكثير أيضًا من عسكر شاه سوار.

ولما قدم الشرف هذا إلى القاهرة صعِد إلى القلعة، وأعلم السلطان بما جمعه من المشاة، وكيف جهّزهم وحزضهم على ما توجّهوا بصدده، وصدّقه على ذلك من كان معه من قِبل السلطان، من جماعة كانوا توجّهوا صحبته، وشكره السلطان على صنيعه ذلك، وألبسه كاملية سنيّة، ونزل إلى داره، وهرع الناس إليه للسلام عليه.

[[شهر ذو القعدة]]

وفيها استهلّ ذو (٤) القعدة بالسبت، وطلع القضاة والمشايخ ومن له عادة بالطلوع إلى القلعة، فهنّأوا (٥) السلطان ونزلوا. ولم يحدُث ما يؤرَّخ فيه.

(نزول السلطان إلى قليوب) (٦)

وفيه، أعني ذا (٧) القعدة هذا، في يوم الأحد، ثانيه، ركب السلطان من القلعة، ونزل في جماعة يسيرة من خواصّيه، وتوجّه إلى قليوب، ولم يكن معه آلة سلاح ولا ما يمنع به إنْ حَدَث أمر. وكانت البلاد مفتتنة إلى الغاية، والعربان يعطعطون بها ويخبّطون. ثم لما وصل إلى قليوب توجّه منها إلى غيرها أيضًا، ثم عاد إلى جسر ابن (٨) أبي المُنَجّا، فرآه ثم عاد إلى قبّة النصر، ونزل بتربة يشبُك من مهدي الدوادار، فأقام بها إلى العصر، ثم ركب وصعِد إلى القلعة، وأعيب ذلك عليه، وأنشد بعضهم في معنى ذلك ما قيل:

ليس المقرّ بمحمودٍ ولو سلما


(١) في الأصل: "وكتب اسماوهم".
(٢) في الأصل: "وكبراوهم".
(٣) خبر عودة القاضي في: إنباء الهصر ٦٧، ٦٨، ونيل الأمل ٦/ ٣٧٤، وبدائع الزهور ٣/ ٣٢.
(٤) في الأصل: "استهل ذي".
(٥) في الأصل: "فهنوا".
(٦) العنوان من الهامش.
(٧) في الأصل: "ذي".
(٨) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>