للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأبقاه في السلطنة ملكًا عليهم إلى هذه الأيام، فإن نموذج ملكه كان نموذجًا حسنًا دالًا على إعادة العدل ونشره، وإظهار الفضل بعدله، لكنّ الأمور بيد اللَّه تعالى يفعل ما يشاء ويختار، ما كان لهم الخِيَرة. ولعلّ قِصر مدّته لخيره وعدله، فإن أهل الخير قلقون (١).

[[الإشاعة بالركوب على السلطان]]

وفيه، في هذه الأيام أيضًا أشيع بالقاهرة بأن يُركب على السلطان، وما ظهر لأحدٍ من هو القائم بهذه الفتنة على تقدير وجودها، وبلغ السلطان ذلك فلم يلتفت إلى ذلك ولا عَبأ به (٢).

[خطبة ابن البُلقيني بالجامع الأموي]

وفيه، في يوم الجمعة سابعه صعِد القاضي وليّ الدين بن البُلقيني قاضي القضاة الشافعية بدمشق وخطيبها إلى منبر الجامع الأموي، فخطب خطبةً بليغة أفصح فيها الخطابَ وحذّر وأنذر، وخوّفهم من فرحهم وما صدر منهم في أيام هذه الفتنة التي كانت بدمشق وأمرهم بالتوبة والاستغفار، وكانت هذه الخطبة من إنشائه، ثم بعد الصلاة صعِد الكرسي فوعظ الناس، وكان له يومًا مشهودًا في ذلك من توافر الأيام.

[[قراءة تقليد السلطان]]

وفيه، في يوم الخميس ثالث عشره كانت قراءة تقليد السلطان بين يديه بالقصر الأبلق، وكان يومًا مشهودًا حضره الخليفة أمير المؤمنين والقضاة الأربعة (٣) والأمراء الأكابر والأعيان من أركان الدولة ووجوه المملكة، وكان جمعًا حفلًا، وتولّى المحبّ بن الشِحنة قراءة ذلك وكان هو الذي أنشأ هذا التقليد، ولولا الخوف من الإطناب لذكرت نسخته. ولما تم ذلك أحضرت الخلع وأفيضت على الخليفة خلعة هائلة تليق بمثله، وإلى القضاة، وكاتب السرّ كذلك كوامل الفرو صمّور، وقيد للخليفة من خاص مراكيب السلطان بالسرج المذهب والكنبوش الزركش، ونزل ونزلوا، وكان لنزولهم يومًا مشهوداً ومشهدًا حفلًا (٤).


(١) خبر الأمن بالقاهرة في: نيل الأمل ٦/ ١٠٥.
(٢) خبر الإشاعة في: نيل الأمل ٦/ ١٠٦.
(٣) في الأصل: "الأربع".
(٤) خبر قراءة التقليد في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٢٦، ونيل الأمل ٦/ ١٠٥، وبدائع الزهور ٢/ ٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>