كتاب الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم

[شهر صفر] - [ولاية أحمد بن عبادة قضاء الحنابلة بدمشق] - ج: 4 - ص: 24

[ولاية أحمد بن عُبادة قضاء الحنابلة بدمشق]

(وفيه، في أواخره، أو أوائل ربيع الأول قُرّر في قضاء الحنابلة بدمشق الشهابي أحمد بن عُبادة، عِوَضاً عن البرهان ابن (١) مفلح، وأعيد العلاء ابن (٢) قاضي عجلون إلى وظيفة القضاء الحنفية بها. ثم في جماد الآخر أعيد ابن مفلح إلى القضاء الحنبلية، وصُرف ابن (٣) عُبَادة ((٤).

[[شهر ربيع الأول]]

وفيها استهلّ ربيع الأول بالإثنين، وهُنّئ به السلطان في هذا اليوم من القضاة وممن له عادة بالتهنئة.

(ذِكر الغلاء الكائن هذه السنة) (٥)

وكانت الأسعار حين استهلاله مرتفعة جدّاً في الغلال وسائر أصناف المأكولات، فكان القمح بنحو السبعمائة الإردبّ، والشعير بستماية، والفول بأربعمائة، وكان الشعير مع ما فيه من هذا الغلاء (٦) لا يوجد أصلاً، وحصل للناس بسبب ذلك القلق الزائد، وانكشف حال الكثير منهم، وهاجر جمع من القاهرة إلى غيرها من البلاد، وقطع في هذه الغَلوة خبز الخانقاة الشيخونية وطعامها، ودام مدّة على ذلك، وخشت (٧) (الناس فوات) (٨) الزروع، وكثُر استيلاء العربان على

---

(١) في الأصل: "بن".
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) خبر ابن عبادة بين القوسين من الهامش. ووقوع هذا الخبر هنا لا يصح، لأن أحمد بن عبادة مات سنة ٨٦٤ هـ. واسمه بالكامل: "أحمد بن محمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغني بن منضور الحرّاني الأصل، الدمشقي، الصالحي، الحنبلي". (الضوء اللامع ٢/ ١٧٩، ١٨٠ رقم ٥٠٢).
أمّا البرهان بن مفلح فمات سنة ٨٠٣ هـ. بالبقاع بعد فتنة اللنك، وهو: إبراهيم بن محمد بن مفلح بن مفرح بن عبد الله الصالحي، الحنبلي. (الضوء اللامع ١/ ١٦٧. ١٦٨).
أمّا ابن قاضي عجلون فهو: علي بن أحمد بن عبد الرحمَّن بن محمد بن محمد الدمشقي، الحنفي. توفي سنة ٨٨٢ هـ. (الضوء اللامع ٥/ ١٦٨ رقم ٥٨٢) وانظر عنه في: وجيز الكلام ٣/ ٨٨٣ و ٨٨٦ رقم ٢٠٢٠، والقول المستظرف ٨٦، ٨٧، وإنباء الهصر ٤٩٢، ونيل الأمل ٧/ ١٩٧ رقم ٣٠٧١، وحوادث الزمان ١/ ٢١٦، ٢١٧ رقم ٢٨٤، ومفاكهة الخلّان/ فهرس الأعلام ٢/ ٢١٥.
(٥) العنوان من الهامش.
(٦) في الأصل: "الغلو".
(٧) الصواب: "وخشيت".
(٨) من الهامش.