للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يتّصف به من الظلم والجور، وكأنه حسّ منّي عدم التفاتي إليه فأراد أن ينكيني بأخذ هذا الثوب، فلم أزل حتى أعاد إلي هذا الثوب على يد قاضيها منصور المذكور بعد أن أغلظ عليه في القول، وقال له: يجيء إلى بلدك رجل من أهل العلم والديانة غريب البلاد، وقد اجتمع بولد مولاك، يشير إلى المسعود باللَّه ولد عثمان صاحب تونس وأكرمه وعظّمه وأجازه، وتأخذ أنت ثوبه، فلم يكنه إلّا إعادة الثوب على يد القاضي المذكور، فأخذته ولم ألتفت إليه البتّة، وكان منه في حقّي ما سأذكره.

(نزول ابن العَيني لكسر البحر) (١)

وفيه، في يوم الثلاثاء سادس عشره، ووافق تاسع مِسْرَى من شهور القبط، كسر النيل عن الوفاء، ونزل لذلك الشهابي أحمد بن العَيني سِبط الخَوَنْد شُكْرُباي الأحمدية زوجة السلطان، وعدّى إلى الروضة فخلّق المقياس، وعاد إلى السدّ، فكُسر الخليج بحضرته، وركب المركوب المجهَّز من الإسطبل السلطاني وإليه بالسَرْج الذهب والكنبوش الزركش، وصعِد القلعة وخُلع عليه، ومعه تائب جُدّة الدوادار الكبير، وجماعة كثيرة من الأعيان والأمراء، وخلع السلطان عليه خلعة هائلة مثل خِلَع أولاد السلاطين في مثل هذا اليوم (٢).

(ولاية حسن بن أيوب نيابة الكرَك) (٣)

وفيه، في يوم الثلاثاء ثالث عشرينه استقرّ بدر الدين حسن بن نجم الدين أيوب في نيابة الكَرَك بمالي كبير بذله في ذلك، وصُرف مبارك شاه (٤).

[احتيال المملوك على المؤلّف]

وفيه شريت عشرة من الجواري الزنوج وأسلمتهم (٥) لمملوك لي كنت شريته بتونس، وأصله من علوج سردينية (٦) أُسِر وأسلم وصار مملوكاً، وتنقّلت به الأحوال بعدّة بلاد إلى أن شريته وأحسنت إليه وأنست به وأعتقته وصرت أركن إليه في كثيرٍ من أموري وتعلّقاتي وهو يُظهر المودّة الزائدة والمحبّة لي والخدمة خداعاً


(١) العنوان من الهامش.
(٢) خبر نزول ابن العيني في: نيل الأمل ٦/ ١٦٦، وبدائع الزهور ٢/ ٤٠٦.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) خبر ولاية حسن بن أيوب في نيابة السلطنة بالكرك في نيل الأمل ١٦/ ٦٧، وبدائع الزهور ٢/ ٤٠٦.
(٥) هكذا في الأصل. والصواب: "من الجواري الزنجيّات وأسلمتهنّ".
(٦) في الأصل: "سردينه".

<<  <  ج: ص:  >  >>