للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه، وخالفه فيه صاحباه، وهو يقول إن في المجاورة بها إخلال بتعظيمها، إذ الإنسان غير معصوم، فإذا صدر منه ذنب تضاعف، إذ هذا من خواصّها، أو ربّما سأم من الإقامة بمكة، فيسأم البيت، فينقلب التعظيم إلى ضدّه، فأورد عليه كالوائق من نفسه عدم ذلك، فأجاب بأنه لا كراهة في حق ذلك، والمسألة مشهورة بكتب الفقه. ثم أخذ المنصور في أسباب تجهّزه وتعلّقات الحج، وما يحتاج إليه في سفره. وبعث إليه السلطان بأشياء كثيرة مما يحتاج إليها، وأرسل إليه كل واحد من مقدَّمين (١) الألوف من مماليك أبيه، ممن هو بالقاهرة خمسمائة دينار، ما عدا يشبُك من مهدي الدوادار، فإنه بعث إليه بألفي دينار، وبأشياء أُخَر غير ذلك. ثم كان له ما سنذكره (٢).

[تجهيز السلطان مركوبًا للظاهر تمربُغا]

وفيه - أعني هذا الشهر في هذه الأيام، جهّز السلطان إلى الظاهر تمربُغا مركوبًا خاصًا من مراكبه، بالقماش الذهب والزركش الكامل، وبعث إليه بالإذن بالركوب إلى الجُمَع والأعياد، وإلى حيث شاء من الثغر السكندري، (وكان ذلك بواسطة يشبُك من مهدي (٣)) (٤).

[[تعيين ابن إمام الكاملية في تدريس الصلاحية]]

وفيه، في يوم الأربعاء، رابع عشره، استقر في تدريس الصلاحية، المجاورة لقبّة الإمام الشافعي، رضي الله عنه، الشيخ الإمام العلّامة كمال الدين، المعروف بابن إمام الكاملية، عِوَضًا عن الشيخ زين العابدين محمد ابن (٥) قاضي القضاة شيخ الإسلام الشرف المناوي، بحكم وفاته، من غير سعي من الكمال المذكور، ولا تحرّكٍ في ذلك ولا طلب، بل ولا تعريض، ولعلّ ولا خطور يقال. ولقد وُلّى ما يستحقّه، بل زيادة على ذلك، لأهليّته وكفايته وعلمه وفضله ودينه وخيره (٦). وستأتي ترجمته فإنه مات بعد ذلك في التي تليها، وستأتي ترجمة زين العابدين أيضًا في هذه السنة، إن شاء الله تعالى.


(١) الصواب: "من مقدّمي".
(٢) خبر ضايفة السلطان واختيار المنصور في: إنباء الهصر ٦٤ - ٦٦، ونيل الأمل ٦/ ٣٧١، وبدائع الزهور ٣/ ٣١.
(٣) ما بين القوسين من الهامش.
(٤) خبر تجهيز السلطان في: إنباء الهصر ٦٦، ونيل الأمل ٦/ ٣٧١.
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) خبر التعيين في: إنباء الهصر ٦٣، ٦٤، ونيل الأمل ٦/ ٣٧٣، وبدائع الزهور ٣/ ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>