للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليهم أو لغير ذلك مما لا خير فيه، فماجوا بسبب ذلك واضطربوا وكثُر قلقهم وكلامهم، وضربوا أخماسهم في أسداسهم، وكان ذلك ذريعة إلى تحرّك كل أحد لما سمع بهذه القضية، وأخذ كل من كان عنده كمين قبل ينتهز الفرصة في تحريض أصحابه وخُشداشيه، وداموا في القلق والحركة إلى أن دخل الليل، فثار جماعة من الظاهرية الجقمقية وداروا على أصدقائهم وخُشداشيهم ورِفقتهم، واجتمع بعضهم بالبعض في هذا الشأن وأبرموا أمر القيام على السلطان حتى تمّ لهم ذلك وكمل، ثم داروا على غير طائفتهم أيضًا ممّن له الغرض في القيام على المؤيَّد أو عنده تخمين منه، فلم يزالوا على ذلك ليلتهم كلها، وكان من غدها ما سنذكره (١).

[خلع السلطان المؤيَّد]

وفيه، في يوم السبت ثامن عشره كانت نكبة المؤيَّد وخلعه من المُلْك، وكان من خبر ذلك أنه بكّر الجند الظاهرية ومن وافقهم بالركوب، وقصدوا أكابر الأمراء من كل جهة، وصاروا فِرَقًا، وتوجّهت كل فرقة لأمير من الأمراء ليمنعوهم من طلوعهم إلى القلعة في هذا اليوم، وداروا على جماعة منهم وصاروا يأخذون الأمير شاء أو أبى فيحضرونه إلى دار قوصون التي تجاه القرافة والتي يومئذٍ سكن الأمير الكبير الأتابك خُشقدم حتى اجتمع بها عدّة من الأمراء، وتوجّه منهم فرقة إلى منزل بُردُبك الدوادار وصهر السلطان فأخذوه في الغلس وأحضروه إلى بيت الأتابك خشقدم بل قبل إحضاره إليه بهدلوه وأخرقوا به إلى الغاية، ثم ترادفت الجماعات وتدفّق الجند حين تسامعوا بهذه الحركة وكثروا ما بين ناصرية، ومؤيَّديّه، وأشرفية، وظاهرية، وجقمقية، وسيفية، ومن سائر الطوائف من ( … ) (٢) وكثرة الهرجة، واتّسع الخرق، وشاعت الفتنة، وتمادت الحركة وذاعت، ولم يطلع إلى القلعة في هذا اليوم من الأمراء والأعيان إلّا اليسير ( … ) (٣) واشتهر الخروج عن طاعة السلطان وكمل الجمع في منزل الأمير الكبير وعين هذا الجمع والأكثرية هم الطائفة الأشرفية ( … ) (٤) الأمراء الظاهرية الجقمقية والدولة يومئذٍ للأول والحيلة والرأي ( … ) (٥) اشهاراتهم؟ تبعًا لهم. وأمّا


(١) خبر بداية النكبة في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٣٣، وبدائع الزهور ٢/ ٣٣٦، ونيل الأمل ٦/ ١١٠، وإعلام الورى ٥٨، ٥٩.
(٢) مقدار كلمتين.
(٣) مقدار ثلاث كلمات.
(٤) مقدار كلمتين.
(٥) مقدار أربع كلمات.

<<  <  ج: ص:  >  >>