للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان من خبر غرقه أنه توجّه في مركب لناحية طَنَاش بالجيزية لبعض شؤونه (١) وتعلّقاته ومظالمه، ثم عاد بساحل بولاق وهو بقرب فم الخُور، وإذا بريحٍ عاصف بعثها الله تعالى في وقت المغرب، بعد أن لم يبق من وصوله للساحل إلّا اليسير، أو كاد أن يكون قد وصل، وإذا بها هبّت وكأنها مبعوثة بهلاكه، فقلبت مركبه وهو بها، فلم يكن إلا أقلّ من لحظة، إلّا وكأنّ الأرض ابتلعته من الماء، ولعلّه لم يمت من تلك المركب إنسان غريق سواه، حتى عُدّ ذلك من نوادر الغرائب.

وكان ذلك في آخر نهار يوم الأربعاء ثامن عشرين ذي الحجة من هذه السنة.

ولم يُر بعد ذلك، ولا وُجد له أثر، ولا وُقف له على خبر حتى إلى يومنا هذا.

وكان له نحو الخمسين سنة.

ثم بُعث في ليلته أو في صُبحها في إثر غرقه ليطلبه من شَطَّنُوف وغيرها من مَظانّ وجود الغَرْقى (٢)، فلم يتفق وجوده بل ولا سُمع بوجوده بعد ذلك، ولا تُسُومع به، وهذا حاله الدُنْيَوي. وأمّا عاقبة أمره فإلى الله، وعلّه ينتفع بموته غريقًا، ويسمح الله تعالى له، لكنْ ماذا تقول في مظالم العباد، وكثرة ذلك بالفساد؟ نسأل الله تعالى الهداية للرشاد.

(ترجمة صاحب حَلْي من اليمن) (٣)

٢٨٢ - موسى بن محمد بن موسى اليمني (٤).

الأمير، أبو عِمران، صاحب حَلْي (٥) ابن يعقوب، من بلاد اليمن، في مدينة حَلْي المذكورة، ودام بها مدّة، وحُمدت سيرته بها.

وكان وجيهًا من أكابر الأمراء ذوي البيوتات، ومن الأُصلاء النُجَباء الأُثَلاء.

واتفق لجدّه موسى (٦) مع السيد الشريف حسن بن عَجلان، أمير مكة


(١) في الأصل: "شونه".
(٢) في الأصل: "الغرقاء".
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) انظر عن (موسى اليمني) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٣٨، ووجيز الكلام ٢/ ٧٧٠ رقم ١٧٧٥، والذيل التام ٢/ ١٨٦، ١٨٧، والضوء اللامع ١٠/ ١٩١ رقم ٨٠٢، ونيل الأمل ٦/ ٢٠٣ رقم ٢٦٠٩، وبدائع الزهور ٢/ ٤٢٦.
(٥) حَلْي: بفتح المهملة وسكون اللام. مدينة باليمن على ساحل البحر بينها وبين البرّين يوم واحد، وبينها وبين مكة ثمانية أيام. (معجم البلدان).
(٦) انظر عن (موسى) وهو: موسى بن أحمد بن عيسى الحرامي، بالمهملتين، أمير حَلْي. توفي سنة ٨١٩ هـ. انظر عنه في: إنباء الغمر ٣/ ١٢٢ رقم ٥٠، وذيل الدرر الكامنة ٢٤٩ رقم ٤٥٣، والضوء اللامع ١٠/ ١٧٦ رقم ٧٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>