للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ففيها في أول يوم من المحرّم وهو الجمعة، ثم ظهر أنه ثانيه طلع القضاة للسلطان يهنّؤنه بالعام والشهر على العادة في ذلك.

[ملاقاة الحجّاج]

وفيه أعني هذا اليوم خرجت الملاقاة مع الملاقين للحاج، وصحِبتهم الإقامات على العادة الجادية في مثل ذلك (١).

[[إسلام أسرى صاحب بلاد الروم]]

وفيه أسلم الأسرى الذين بعث بهم الملك ابن عثمان صاحب بلاد الروم حين بعث ( … ) (٢) مصرية على بني الأصفر لما غزاهم. وكانت الوقعة العظمى بينه وبينهم لتكون مبايعته مصداقًا لما أخبر به من النُصرة، وكانوا جماعة فأسلموا في هذا اليوم عن آخرهم، وذكروا المصاف الذي وقع بينهم وبين ابن (٣) عثمان ملك المسلمين هذا، وأن ملكهم قُتل في تلك المعركة مع وجود العسكر الكبير الوافر بحيث كان عسكرهم أضعاف عسكر المسلمين، وأن أحدًا لم يتوهّم فضلًا أن يحكم أو يجزم أن عسكرهم ينكسر ولا خطر ببال أحد ذلك، حتى ولا المسلمين، وذلك لأنّ الكفّار من بني الأصفر كانوا قد تحرّكوا حركة ظاهرة وواصلوا كثيرًا من الكفّار والفرنج في الاجتهاد في التجهّز ليوافيهم ملك بني الأصفر بعساكره لأخذ سواحل بلاد المسلمين، ثم التوصّل بعد ذلك إلى الاستيلاء على البيت المقدس، وجزموا بأخذ السواحل ورجوا بأنهم يأخذون البيت المقدس أيضًا، واهتفوا لذلك، ولم يشكّوا في غلبة المسلمين لا هم، بل ولا المسلمين لكثرة الجموع التي حضرت من غالب بلادهم وأنصارهم ممن يستطيعِ القتال، فما أمكن ابن عثمان لما بلغه ذلك التقاعد فخرج بجموعه لإعلاء كلمة اللّه تعالى بنيّة صادقة، وبايع نفسه هو وعساكره في ذلك، ناظرا إلى قوله تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ} [البقرة: ٢٤٩]. وكان من شأن أولئك الكفّار أنهم لما رأوا قلّة عراك المسلمين حيث قاربوهم، وعلم ملكهم بذلك، ورأى كثرة جموعه واتساع دائرة عساكره وكثرة الأمداد الواصلة إليه من كثير من البلاد من غير مملكته، بل نجدة لنصرة الدين على زعمهم إزاء عدوّ اللَّه أعني الملك أن يظهر نفسه بين قومه ومن حضر من العساكر القادمين عليه من الغرباء عن مملكته وبلاده، ويُريهم أنه مهتمّ


(١) التبر المسبوك ١/ ٢٤٦.
(٢) كلمة غير مقروءة.
(٣) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>