للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أيادٍ حسنة. وكان عاقلًا سيوسًا مدبّرًا، من أجلّ ملوك الأندلس همّة وحزمًا وعزمًا.

توفي في هذه السنة، ولم أحرّر شهر وفاته.

وقد ذكرت شيئًا من أخباره فيما تقدّم في المتجدّدات، واستقلّ بعده ولده بالمُلك من غير مزاحم، ووقع بينه وبين أخيه أبي (١) الحَجّاج المذكور فتنة، ثم تصالحا.

وسيأتي في سِنِيّ ما بعد الثمانين ما وقع لأبي الحسن هذا أيضًا مع ولده أبي (٢) عبد الله نحو (٣) مما وقع له هو مع والده، وأخرجه ولده أبو عبد الله، وجرت بينهما أمور، ثم أعيد أبو الحسن إلى ملك غرناطة أيضًا، بعد أن أُخرج عنها، وأُسِر ولده وهو على مُلكه وسلطنته، وهو تحت أسر العدوّ الآن، وسيأتي تفاصيل ذلك في سنة سبع وثمانين وثمانٍ وثمانين (٤) إن شاء الله تعالى.

(ترجمة ابن بني هلال العامري) (٥)

٢٧٠ - سليمان بن موسى (٦) العامري (٧)، الهلالي.

شيخ عربان بني هلال بن عامر بتِلِمْسان، وأمير طائفته، بل أمير تلك المملكة، وعظيم عربان تِلِمْسان.

كانت ملوك تِلِمْسان تخشاه جدًّا لكثرة جموعه. ومن الغرائب في أمره ما قدّمتُ لك ذِكره من سماعي تلك المرأة في يوم عيد النحر، وهي تدعو لصاحب تِلِمْسان بأن يسخّر الله تعالى لي صاحب الترجمة، وهذا يدلّك على غاية عَظَمَة سليمان هذا. وكان صاحب تِلِمْسان هذا -أعني المدعو له- وهو محمد بن أبي ثابت يخشاه بالخصوص. واتفق أن تمرّض مَرَضَه الذي مات به، فبعث إلى تِلِمْسان بطلب شيخنا في الطبّ موسى بن سَمْويل الإسرائيلي (٨)، الماضية ترجمته، ليُطِبّه، فتوجّه إليه، ثم عاد بعد أيام، فأخبر بأنّ مرضه مَخُوف، لعلّه لا يقوم منه، فكان كما قال.


(١) في الأصل: "أبو".
(٢) في الأصل: "أبو".
(٣) في الأصل: "نحوًا".
(٤) انظر: نيل الأمل ٦/ ٢٠٢ و ٧/ ٣٣٢ و ٣٤٢، وبدائع الزهور ٣/ ١٩٩.
(٥) العنوان من الهامش.
(٦) انظر عن (سليمان بن موسى) في: نيل الأمل ٦/ ٢١٩ رقم ٢٦٢١، وبدائع الزهور ٢/ ٤٣١، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.
(٧) في نيل الأمل: "العمري"، والمثبت يتفق مع بدائع الزهور.
(٨) تقدّم قبل قليل في الحوادث.

<<  <  ج: ص:  >  >>