للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يوسف بن نصر الأنصاري، السعدي، العُبادي، الخَزَرجي، الأَرْجُونيّ الأصل، الأندلُسي، الغَرناطي.

السلطان، أمير المسلمين، المستعين بالله، أبو النصر بن أبي عبد الله ابن (١) السلطان أبي الحجّاج ابن (٢) السلطان أبي الوليد، صاحب غرناطة وما والاها من بلاد الأندلس، المعروف بابن الأحمر.

وبنو (٣) الأحمر هم ملوك الأندلس من مدّة مديدة، وهم في الأصل من أَرْجُونا، بلدة مشهورة بالأندلس، وهم من ذرّيّة سعد بن عُبادة (٤) على ما استُفيض ذلك بتلك البلاد، وهو نَسَب صحيح أثبته جماعة من علماء الأندلس المعتمدين.

وُلد صاحب الترجمة بغرناطة قبل القرن، ولم يملك والده، بل عمومته، ومَلَك ابن عمّه أو قريبه الغالب بالله محمد بن الأحمر (٥)، وجرت له خطوب وحروب ووقائع طويلة مع أقاربه، ومع عدوّه من الفرنج المجاورين له، كصاحب قَشْتَالَة ألْفُنْش، وصاحب البُرطُقال، وكان دائمًا في الحروب، وأقيم الغزو في دولته إقامة جيّدة، وطالت مدّته في المملكة إلى أن ثار به ولده أبو الحسن علي، بتدبير وزراء تلك البلاد وبعض أمرائها، لما سئموا (٦) من صاحب الترجمة، وكان القائم بذلك بنو السراج، وآل الأمر أن أُخرج صاحب الترجمة من غَرناطة وملكها ولده، فتوجّه سعد هذا إلى مالقة، ثم بعث به ولده بعد ذلك لبعض حصون الأندلس مضيّقًا عليه. ثم لما بلغه تحرُّب الفرنج وتحرُّكه على الأندلس، بسبب الاختلاف الواقع بين الأب والابن، أطلقه، ثم بعث به للمَريّة، وصالحه، واعتذر إليه بأنه إنّما فعل ذلك من تملّكه بعده، ليَسْلم هو وإيّاه، وأن ذلك ليس باختياره. ولم يزل بالمَريّة وعنده ولده أبو الحَجّاج يوسف، وفي خدمته قائد المَرِيّة محمد بن سيدهم، وقام بخدمته أتمّ قيام، وهو كالملك للمرية المستعلية بها، ورسائله وقُصّاده تتردّد منه إلى ولده، ودام على ذلك حتى بَغَتَه الأجل بها بعد قليل.

وكان إنسانًا حسنًا، ملكًا جليلًا، شجاعًا، قائمًا بغزو الكفّار، وله في ذلك


(١) في الأصل: "بن".
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) في الأصل: "وبنوا".
(٤) هو سعد بن عُبادة بن دُليم بن حارثة … الأنصاري الساعدي، سيّد الخزرج. أحد النقباء ليلة العقبة. مات سنة ١٥ هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للذهبي - بتحقيقنا- (عهد الخلفاء الراشدين) ص ١٤٦ - ١٤٩ وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته.
(٥) انظر: نيل الأمل ٧/ ٣٣٢، وبدائع الزهور ٣/ ١٩٩، والتاريخ الإسلامي، لمحمود شاكر (العهد المملوكي) - طبعة المكتب الإسلامي، بيروت ١٤٢١ هـ./ ٢٠٠٠ م.- ٧/ ٣١٨.
(٦) في الأصل: "ساموا".

<<  <  ج: ص:  >  >>