للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بقتل القاتل قصاصًا فأعادوا القارب وأخذوا القاتل من المركب الذي نحن بها وتوجّهوا به إلى مركب القبطان، فكأنه استفسره عن الحال وفعل معه ما يجب فعله في معتقدهم، وكان الريح في هذا اليوم في غاية السكون، فاجتمعت الثلاث شواني تقرب من بعضها البعض، ثم أحضروا يهوديًا كان معهم في المركب ممن ركب من الإسكندرية قاصدًا بلاد المغرب، وأعطوه في يده شيئًا كالساطور العظيم، وجُعل للقاتل وتدان في حافّة المركب، ودُلّي بدنه إلى جهة البحر، وبقي عُنقه بين الوتدين ورأسه إلى المركب، ثم أمروا اليهودي بأن يضرب بالساطور على رقبته ليفصل رأسه عن بدنه بضربة قويّة، فامتنع اليهودي من ذلك، ورمى بالساطور من يده، فلا زالوا به وألحّوا عليه حتى ضرب ضربة قويّة وقعت على العنق فانفصلت رأسه عن جثّته، ونزلت الجثّة إلى البحر، وبقيت الرأس بالمركب فأُخذت ورُمي بها إلى البحر. فقال لي صاحبٌ لنا من المسلمين: إن هذه الدجاجة لمباركة. فقلت: إنما يعني الكفّار أهل الحرب. وكان المتوفَّى هذا لما سرق هذه الدجاجة أدخل بيديه إلى القفص على ما نُقل عنه فمسك رأسها واقتلعه عن بدنها، ففعل اللَّه به ما فعله هو بها، وحصل لنا لُطف خفيّ، وسلَّمنا اللَّه تعالى من شرّ هذا القاتل فإنه لو علم بموت القلفاط وأنه سيموت لأجل دجاجتين وبسببهما كان لعلّه لما أن نزل إلى عندي لحماية نفسه ومعه آلة السلاح أوقع بنا فعلًا، لا سيما وهو عدوّ الدين، إذ لربّما سوّلت له نفسه قتْلَنا جهادًا أو نكاية فينا، كونه يُقتل بسببنا، لكنْ سلّم اللَّه تعالى وله الحمد والمنّة.

[[ذو القعدة]]

[وفاة ابنة شُكْرباي زوجة السلطان]

١٥٧ - وفيها، في يوم السبت رابع ذي القعدة ماتت بيخون (١) ويقال: باي خاتون، وخاتون أيضًا ابنة الخَوَند شُكْرْباي الأحمدية زوجة السلطان، وهي ربيبة السلطان ابنة أبرك الجَكَمي، وكان من أمراء دمشق، كان زوجًا لشُكْرباي هذه ومات عنها، واتصلت بعده بخشقدم المذكور. وكانت هذه الإبنة ربيبته، وأعد عنده من ابنته لمكان التربية. وكانت تزوجت بالزين عبد الرحيم ابن (٢) قاضي


(١) انظر عن (بيخون) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٧١، ونيل الأمل ٦/ ١٤٧ رقم ٢٥٥٣، وبدائع الزهور ٢/ ٣٩٨، والمجمع المفنّن ٢/ ٢٦٦ رقم ١٠١٨، ولم يترجم لها السخاوي في الضوء اللامع وغيره.
(٢) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>