للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحمد صغير إينال اليوسفي في الدوادارية الثانية، وهذا أيضًا لم يقع، فيُحمَل على أنه قيل به ثم رجع عنه إلى ما قلناه، فعلّقه الحافظ في وقته ثم لم يحرّره فإنه كان فيما هو بصدده، وكان التاريخ فضلة عنده ولا يتفرغّ لتحريره، رحمه الله تعالى (١).

(السبب في عزل نائب حلب) (٢)

أقول: وكان السبب في عزل قانِباي هذا عن نيابة حلب أنه اتفق لشاهين نائب قلعة حلب، وكان خصّيصًا عند السلطان وأحد أتباعه المقرّبين لديه، واقعة حلب مع القاضي علاء (٣) الدين علي بن (٤) مفلح الحنبلي الذي وُلّي القضاء الحنبلية وكتابة السرّ جميعًا فيما بعد بدمشق، وكان من أصحابنا وأصحاب الوالد. ولعلّ تجيء ترجمته فيما بعد في سنة وفاته إن شاء اللَّه تعالى، اتفق له مع شاهين أمر من الأمور ادّعى ابن مفلح أن شاهين امتنع من الشرع وأنه وقع في محظور يقتضي التكفير، وكُتب عليه بذلك محضر، ثم بعثوا إليه ثانيًا لينزل من القلعة ليسمع عليه قاني من ذلك، وامتنع. وكان شاهين المذكور بعث مكاتبته إلى السلطان يشكو فيها من نائب حلب ويتظلّم منه، وأنه تعصّب عليه مع القاضي الحنبلي. واتفق أن كاتب نائب حلب أيضًا بما وقع لشاهين، وجهّز المحضر، فصادف وصول قاصد شاهين قبل قاصد نائب حلب، فحين وردت مكاتبة نائب حلب والمحضر استشاط السلطان، فإن الدعوى عنده دائمًا لمن سبق ولا سيما وشاهين من أتباعه، وحنق على نائب حلب حنقًا لا يشبهه شيء، وعزله، وقال: هكذا يفعل مع جماعتي وأُمنائي ويتعصّب عليهم. ثم عزل الحنبلي أيضًا، وكتب إلى حلب بإبطال القاضي الحنبلي فيها رأسًا. ثم أُرجف بأنه سيفعل ذلك بسائر بلاد مملكته مما فيها قاضي حنبلي، ولم يكن ذلك (٥).

[[جمادى الأول]]

[ذِكر كنيسة النصارى الملكية بالقاهرة]

وفيها، في أول يوم من جمادى الأول، حضر القضاة عند السلطان


(١) خبر ولاية شاذبك في: إنباء الغمر ٤/ ٢٣٦، وحوادث الدهور ١/ ١٢٠، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٣٦٨، والتبر المسبوك ١١٨ (١/ ٢٥٤، ٢٥٥)، ونيل الأمل ٥/ ٢٠٦، وبدائع الزهور ٢/ ٢٥٠.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) في الأصل: "علاي".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) خبر عزل نائب حلب في المصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>