للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث على عائشة ابنة عبد الهادي وغيرها، وتعانى الأدب والنظم فأكثر منه، ونظم سيرة الحافظ مُغُلْطاي، وسمّاها "بهجة اللبيب في سيرة الحبيب"، وهي فوق الألف بيت، وكتب بخطه شيئًا كثيرًا من الكتب العلمية على اختلاف أنواعها، وخطب بجامع دمشق نيابة، وخطب أيضًا بمسجد القصب، ووُلّي نظر الأسرى والأسوار وغير ذلك، وحدّث باليسير من نظمه ومن غيره أيضًا، فممّا حدّث به من نظمه قوله وفيه الجناس المصحّف:

أقول للأعمى لما لَحَاني … وأصبح في العوارض لي يعارضْ

لعذري في العِذار أقِم وإلَّا … فلا تدخل على قلبي بعارضْ

وله غير ذلك من نظم ونثر، وكان مجموعاً حسنًا، ذا تؤدة وبِشر وبشاشة وحُسن سمت وملتقى، وفكاهة ومحاضرة وجودة عشرة.

توفي بعد أخيه الماضي بشهور في رمضان.

(ترجمة الفالاتي) (١)

٣٢١ - محمد بن علي بن نصير بن عبد الرحمن الدمشقي الأصل، القاهري، الشافعي.

الشيخ العالم، الفاضل، البارع، الكامل، شمس الدين، المعروف بابن الفالاتي (٢).

ولد بالقاهرة في سنة () (٣)، وبها نشأ (٤).

فحفظ القرآن العظيم، وتعانى صناعة والده برهة من الزمان، وصار له في ذلك اليد الطولى، ثم ثنى عنانه عن ذلك كلّه إلى ملازمة الاشتغال، وهو بهذا الاستعداد، فتفقّه بجماعة من علماء عصره، ودأب وجدّ واجتهد، حتى عُدّ من أعيان الفقهاء، وسمع الحديث، وخطب بالجامع الأزهر، واغتبط به الناس، وناهيك به بأخرة فلا كأوّله.

وكان خيّرًا، ديّنًا، صالحًا، عالمًا، فاضلًا.


(١) العنوان من الهامش.
(٢) انظر عن (الفالاتي) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٤٩، والضوء اللامع ٨/ ١٩٧ - ١٩٩ رقم ٥١٧، ووجيز الكلام ٢/ ٧٧٦، ٧٧٧ رقم ١٧٨٦، والذيل التام ٢/ ١٩٣، ١٩٤، ونيل الأمل ٦/ ٢٤٤ رقم ٢٦٥٣، وبدائع الزهور ٢/ ٤٤٠.
(٣) بياض في الأصل.
(٤) في الأصل: "نشاء".

<<  <  ج: ص:  >  >>