للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بأن العسكر المجهّز لقتال العربان من لبيد قد التقوا بهم وواقعوهم فانهزموا من غير قتال كثير، وعاد الترك فأخذ عربان الطاعة في النهب وتعارضوا مع الجند السلطاني في ذلك، فقتل عرب الطاعة جماعة من العسكر السلطاني، فيهم من الأمراء تَنِبك الصغير، وصنطباي قرا، وهما من العشرات، وجماعة أُخر من الجُند، فحصل عند السلطان بواسطة ذلك غاية التأثّر (١).

[[ولاية ابن مزهر كتابة السر]]

وفيه، في يوم الإثنين العشرين منه استقرّ في كتابة السرّ القاضي الرئيس، زين الدين، أبو بكر بن مزهر، مسؤولًا (٢) في ذلك، مرغوبًا في ولايته. وقد تقدّمت ترجمة الزين بن مزهر هذا. وهذه الوظيفة بيده إلى الأن بعصرنا هذا، وله بها زيادة على الإثنين وعشرين سنة، وهي من النوادر، ولم يُسمع بمن بقي بهذه الوظيفة هذه المدّة المديدة سوى الزين هذا، وذلك لنيّته وحُسن طويّته، أطال اللَّه تعالى بقاءه وأدام عُلاه. وخلع على الزين هذا بها في هذا اليوم ونزل إلى داره في موكب حافل، وكان له يومًا مشهودًا، وهرع الناس للسلام على المتصل وتهنئته، وعلى المنفصل وتسليته (٣).

[تعيين ابن المَقْسي ناظرًا للجيش]

وفيه، أعني هذا اليوم، استقرّ في وظيفة نظر الجيش التاج عبد اللَّه بن المَقْسي (٤) الذي عُلّق من رقبته مشنوقًا بعد ذلك في دولة الأشرف قايتباي. وسيأتي ذلك في محلّه إن شاء اللَّه تعالى. ووُلّيها عِوضًا عن الزين بن مزهر المذور.

[دخول المؤلّف تونس]

وفيه، في يوم الأربعاء ثاني عشرينه، دخلنا إلى مدينة تونس بعد أن بقينا بالبحر ثلاثًا (٥) وثلاثين يومًا فرأيت مدينة حسنة جليلة هائلة بديعة تقرُب من دمشق


(١) خبر موقعة العربان في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٧٢، ونيل الأمل ٦/ ١٤٨.
(٢) في الأصل: "مسولا".
(٣) خبر ولاية ابن مزهر في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٧١، ونيل الأمل ٦/ ١٤٨، وبدائع الزهور ٢/ ٣٩٩.
(٤) خبر ابن المقسي في المصادر السابقة.
(٥) الصواب: "ثلاثة".

<<  <  ج: ص:  >  >>