للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حضور جانِبك الأبلق من قبرس]

وفيه في يوم السبت، خامس عشرينه، وصل إلى القاهرة جانِبك الأبلق ومعه الجماعة الغُزاة من قبرس، وصعد القلعة وعليه خلْعة جاكم صاحب قبرس. وكان جانِبك هذا قد وصل إلى ثغر دمياط قبل ذلك، فرحّب به مُغُلْباي البُجاسي ومن عُيّن معه من الجند السلطاني للتوجّه لقبرس على ما عرفته قريبًا. فلما وصل جانبك هذا إليهم أمسكوا عن السفر حتى يرِد عليهم ما يعتمدوه في ذلك، فخرج الأمر إليهم بالسفر، ثم أمرّ السلطان جانبك هذا عشرة، وكان من أمره ما سنذكره (١).

[طلوع الوالد إلى القلعة مجدّدًا]

وفيه، في يوم الثلاثاء، ثامن عشرينه، طلع الوالد إلى السلطان على عادته في ذلك، فقال له السلطان: أنت في هذا اليوم في خاطري لأجل رؤيا رأيتها، وقصدت أن أقصّها عليك لتعبّرها لي، ثم قال له: رأيت في هذه الليلة كما في فيّ وفي يدي طاير في مقدار الدجاجة لا أعرف ما هو من طيورنا المعتادة، وبيدي سكّين، فأَدرك في ذبحي للطير الذكور، وأمررت السكّين على مذبحه فلم تقطع شيئًا فجسّيته بالسكين في جوفه فنفذت إليه، ثم اتّكيت به إلى الأرض، وحززت على رقبته فقطعت رأسه وأفصلتها (٢) عن جثّته، فصار يضطرب إلى أن مات.

فقال له الوالد: خير إن شاء اللَّه، ثم قال: اللهم صلِّ على (سيدنا) (٣) محمد وعلى آل محمد وسلّم. أما الطير فحصوله في اليد حصول بغتة وكرام. وأمّا عدم القطع أولًا فيدلّ على توقف وصولكم بشيء بعض الوقت، ثم تبلغوه كما ما ظنّ وهذا راجع إليكم فانظروا ما يعنيكم فأوّلوه على ذلك.

فقال: قد فعلت، وانبسط بذلك.

[[ربيع الأول]]

[عودة أزدمر الإبراهيمي وقرقُماس الخاصكي من دمشق]

وفيها، في يوم الأربعاء، سادس ربيع الأول، بالرؤية، قدم من دمشق أزدمر الإبراهيمي الطويل، وقرقماس الخاصكيّان إذ ذاك، وكانا قد توجّها صحبة تَنَم


(١) خبر حضور جانبك في: نيل الأمل ٦/ ١٣٥، وبدائع الزهور ٢/ ٣٩٠.
(٢) هكذا في الأصل. والصواب: "فصلتها".
(٣) عن الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>