للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زال على ذلك ويحضر كل جامكية، ويكتب الختْم تحت، ونجز من تفرقتها على الصورة المشروحة. ثم استمر على ذلك كما قلناه مما سبق هذا، وأعاد انقطع مرة بعد المرة، وكَرّة بعد الكَرّة، حتى في هذه الأيام التي بعد ذلك التاريخ. فمن دخل عليه في الأولى أخرجه في الثانية، وهلُمّ جرّاً إلى هذا الزمان، وصار دأبه النقد للناس، والتفحّص عن أحوالهم، حتى يبدو له أدنى سبب فيفعل ما يشاء، ومع التوفير لهذه المتوفّرات تراءت المظالم بسائر الجهات (١). نسأل اللَّه تعالى أن ينقذنا مما يُشان، ويُحلّينا بما يُزان.

حتى نرى الحقّ حقّاً ثم نتّبعه … ونترك الغيّ سُمّا في تشهّينا

(ولاية يشئك البجاسي نيابة حماة) (٢)

وفيه، في هذه الأيام استقرّ يشبُك البجاسي المعزول قبل تاريخه عن نيابة حلب في نيابة حماة، عِوَضاً عن محمد بن مبارك، بحكم صرفه عنها، وعُدّ ولاية نائب حلب بحماة معه النوادر، كونه قُهقر إلى خلف، لكن هذا بعد العزل والسجن على ما تقدّم (٣).

[[كشف التراب وعمل الجسور بالوجه البحري]]

وفيه، في يوم الخميس ثالث عشرينه، قُرّر سُودُون الأفرم الظاهري، أحد مقدَّمين (٤) الألوف، في كشف التراب، وعمل الجسور بالشرقية بالوجه البحري من أسفل مصر.

[[تعيين تمراز الشمسي في كشف التراب]]

وفيه أيضاً، أعني هذا اليوم، استقر تمراز الشمسي، أمير سلاح عصرنا الآن، أحد مقدَّمين (٥) الألوف إذ ذاك، في كشف التراب بالغربية بالوجه البحري، وعيّن السلطان صحبته مقدّمين من الأمراء العشرات، ومن الجند السلطاني مائتي نفر، ليكونوا عوناً لتمراز هذا على المفسدين بتلك النواحي.

وفيه قُرّر بردُبك المشطوب السيفي يشبُك أحد العشرات، في كشف التراب بالبفضاية (؟) من الوجه القِبلي.


(١) خبر تفرقة الجامكية في: إنباء الهصر ٣٨ و ٤٠، ٤١، ونيل الأمل ٦/ ٣٥٣.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) خبر ولاية يشبك في: إنباء الهصر ٤١، ونيل الأمل ٦/ ٣٥٤، وبدائع الزهور ٣/ ٢٤، ٢٥.
(٤) الصواب: "أحد مقدَّمي".
(٥) الصواب: "أحد مقدَّمي".

<<  <  ج: ص:  >  >>