للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صُيّر خاصكيّاً بعد ذلك فيما أظنّ، وأمّره الأشرف قايتباي عشرة، وجعله شادّاً على بندر جُدّة لكونه لديه خبرة، فباشر ذلك، وتكرّرت ولايته لذلك وغير ما مرة، وصودر في أثناء ذلك، وأُخذ منه جملة من المال، وما حُمدت مباشرته بجُدّة فصُرف عنها، وهو باقٍ على إمرته الآن.

إنسان حسن السمت والملتقى، تعلوه سُمرة، يُظهر العفّة والتديّن والسياسة والخبرة بالأمور، وهو بخلاف ذلك، وآل إليه النظر على أوقاف أستاذه بعد موت جانَم الجُدّاوي (١) نائب حماة، وفعل قراجا في هذا الوقف وفي التكلّم عليه أفعالاً عجيبة يطول الشرح في ذكرها.

وهو من أبناء الخمسين فما فوقها.

[[نزول السلطان إلى بركة الجب]]

وفيه، في ليلة الأربعاء، عاشره، نزل السلطان للركابة ببركة الجبّ، ثم عاد من يومه ذلك، وكان ذلك قبل أن يلبس الصوف (٢).

[لبْس السلطان الصوف]

وفيه، في يوم الجمعة، ثاني عشره، ووافق حادي عشر هاتور من شهور القِبط، لبس السلطان الصوف في وقت صلاة الجمعة، وألبس الأمراء على العادة.

[[إرتفاع أسعار الغلال]]

وفيه - أعني هذا الشهر - ارتفع سعر الغلال جدّاً في هذا اليوم عن الذي كان قبل ذلك من السعر، فبيع الإردبّ القمح بألف ومائتي درهم، وهي أربعة أشرفية ذهباً، وكان سعر الشعير والفول نحو السبعمائة درهم، وأبيع الحِمل التبن بثلاثمائة درهم. وكان الغلاء في الكثير من الأشياء والتي كانت موجودة، ثم أشيع بأن سبب هذا الغلاء هو توجّه يشبُك الدوادار إلى بلاد الصعيد، وتحكير الغلال بها، وإمساك ذلك عن الناس (٣).


(١) مات (جانم الجُداوي) في سنة ٨٨٨ هـ. انظر عنه في: الضوء اللامع ٣/ ٦٥ رقم ٢٥٩، ووجيز الكلام ٣/ ٩٤٧ رقم ٢١٣٣، والذيل التام ٢/ ٣٧١، ونيل الأمل ٧/ ٣٤٠ رقم ٣٢٣٢، ومفاكهة الخلان ١/ ٦٠، ٦١، وبدائع الزهور ٣/ ٢٠٠.
(٢) خبر نزول السلطان في: إنباء الهصر ١٥١، ١٥٢، ونيل الأمل ٦/ ٤٠٤، وبدائع الزهور ٣/ ٤١.
(٣) خبر ارتفاع الأسعار في: إنباء الهصر ١٥٢، ونيل الأمل ٦/ ٤٠٤، وبدائع الزهور ٣/ ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>