للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

له جموعًا من غير طائفتي [بني مَرِين] (١) الملوك [و] من بني وطّاس الوزراء. واختلفت الكلمة بين أهل فاس وخارجها.

ثم شاع [في البلاد] النائية عن فاس بهذه الكائنة، فثاروا بيهود البلدان، وفعلوا بهم نحو فِعل أهل فاس بيهودها، وكانت كائنة عظيمة على اليهود، لعلّها لم تقع لهم قبل ذلك نظيرها، وفني منهم ما شاء اللَّه تعالى. ووقع بعد ذلك بفاس وأعمالها خُطوب، وحروب، وفِتَن، وأهوال، وفساد عظيم، وخراب بلاد، وهلاك عباد (٢).

[[استيلاء الفرنج على طنجة وأصيلا]]

وأخذت الفرنج في تلك الفترات عدّة مدن من برّ العُدْوة، منها طَنْجة، وأصيلا، وغير ذلك.

[عودة بني وطاس لمُلك فاس]

ثم آل الأمر بعد ذلك أيضًا إلى أنْ مَلَك بنو (٣) وطاس فاس، وأخرجوا السيد الشريف محمد بن عِمران منها بعد مدّة سنين، نحو الأربع (٤) وكان الشريف هذا بفاس لا يملك إلّا داخلها فقط، ولا حكم له على ما عداها من البلاد خارجها، والأعمال كلّها بيد بني وطاس، وهم أيضًا على قسمين مختلفين، وعُربان الخليط مع قسم، والشاوية مع قسم آخر، فوقع الاتفاق فيما بين القسمين على أخْذ الشريف، فأخذوه ولم يقتلوه، وإنّما أمروه بالمُضِيّ إلى حيث شاء رعاية لشرفه، ثم تعادت الطائفتان (٥) من بني وطاس، وأخرجت إحداهما الآخرى، وتقاتلوا فيما بينهم.

ولا زالت الفِتَن والشرور قائمة مستصحبة بتلك البلاد مدّة سنين، بل إلى يومنا هذا، ولعلّنا ننبّه على هذه الحوادث في متجدّدات سِنِيّ ما بعد الخمس والستين (٦) وثمانمائة إن شاء اللَّه تعالى، فإنها مُحال وقوعها. وبالجملة فكانت هذه الكائنة من أعظم الكائنات.


(١) كلمتان ممسوحتان. وما أثبتناه يقتضيه السياق.
(٢) خبر كائنة اليهود في: نيل الأمل ٦/ ٢١٥، ٢١٦، وتاريخ الدولتين الموحّدية والحفصية ١٥٦، وبدائع الزهور ٢/ ٤٣٠.
(٣) في الأصل: "بني".
(٤) في الأصل: "الأربعة".
(٥) في الأصل: "الطائفتين".
(٦) في الأصل: "وستين".

<<  <  ج: ص:  >  >>