للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأَوْلَى. وكان الرأي مع اليهودي، لكنْ إذا نزل القضاء عمي البصر، فنَهَرَه عبد الحق وقال له: هذا هو رأيك الفشيش أولًا وآخرًا، وهذا كلّه لأجلك، لا بُورك فيك.

وكان إنسان (١) من بني مَرِين بهذا المجلس، ورأى السلطان قد حنق من اليهودي، فبدر إليه بحربةٍ معه طعنه بها بحضرة السلطان، فوقع ميتًا لوقته بين يدي عبد الحق، وقصد بذلك إرضاء أهل فاس إذا بلغهم ذلك. وأشار هذا الطاعن على عبد الحق في سرعة تدارك هذا الأمر، بعَوده إلى فاس، ووافقه على إشارته آخرون (٢) من خواصّ عبد الحق، وكان رأيًا فاسدًا، لغَلَبة القضاء والقدر، وفراغ أجل عبد الحق، وحضور مَنِيّته، فأخذ في ( … ... … ) (٣) سبق عساكره، ووصل إليها في قليل من العسكر، وأكثر عساكره أحسّوا بما ( … ... … ... ) (٤) في سيرهم خوفًا على أنفسهم من السواد الأعظم (٥). ولما بلغ أهل فاس أن عبد الحق [قام إليهم] (٦) خرج السواد الأعظم إليه، وهم مُظهرون أنهم خرجوا لملاقاته [ومنهم] (٧) الطائفة، الذين يقال لهم الوكسارة، وهم نحو الزُعر بهذه البلاد، فساعة [رأوه وهو في] (٨) الطريق ثاروا به ونادوا: الجهاد الجهاد فيما بينهم، وحين تسامع من كان [معه من جماعة] (٩) العسكر بذلك انفلّوا عنه وفرّوا، وأُخِذ هو باليد، وأنزِل من على فرسه ( … ... … ... … ) (١٠) وباشر يحاكي بمجزرة كما يُفعل بالغنم، وذُبح صبرًا في وقته، وذلك في الثاني والعشرين من شهر رمضان من هذه السنة، وقتلوا الكثير من عساكره [وبعد ذلك عاد الجميع] (١١) إلى فاس، فبايعوا السيد الشريف محمد بن عِمران، وعقدوا له البيعة، وملّكوه عليهم. [فلما بلغ] (١٢) بني وطّاس ذلك أرادوا الرجوع إلى فاس ودخولها، فلم يمكنهم [دخول] فاس [بعد] ذلك، وحسُن ببال الشريف بقاؤه بالمُلك، وجمع


(١) في الأصل: "إنسانًا".
(٢) في الأصل: "اخرين".
(٣) مقدار ثلاث كلمات ممسوحة.
(٤) مقدار أربع كلمات ممسوحة.
(٥) كتب بإزائها على هامش الصفحة: "وكانوا بالسر عنه (؟) جدًا ولم يحضر إلى فاس إلا في ثلاثة أنفس من جماعته".
(٦) مقدار كلمتين ممسوحتين، وما أثبتناه يقتضيه السياق.
(٧) كلمة ممسوحة. وما أثبتناه يقتضيه السياق.
(٨) مقدار ثلاث كلمات ممسوحة. وما أثبتناه يقتضيه السياق.
(٩) مقدار ثلاث كلمات ممسوحة. وما أثبتناه يقتضيه السياق.
(١٠) مقدار خمس كلمات ممسوحة.
(١١) مقدار أربع كلمات ممسوحة. وما أثبتناه يقتضيه السياق.
(١٢) كلمتان ممسوحتان. وما أثبتناه يقتضيه السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>