للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونظم ونثر، وقال وشَعَر، وكتب الخط الحسن الجيّد على طريقة أهل بلاده، وكتب لبعض الملوك، ثم قدم تونس في سنة أربع وستين وثمانمائة واتصل بخدمة المنصور باللَّه محمد بن عثمان صاحب تونس وامتدحه، فقرّبه إليه وأدناه واختصّ به وجعله كاتبه، ثم عارضه في ذلك أحمد الخلوف حين قدم على المنصور هذا، وجعله أيضًا كاتبه، فتعارضا وبقي بُغْض كلٍّ من صاحبه، وداما على ذلك مدّة في تنافس ومعارضات بالتُهَم وغيره، إلى أن خرج أحمد الخلوف من تونس لأمرٍ أوجب ذلك سنذكره في محلّه في متجدّدات سنة سبعٍ وسبعين وثمانمائة إن شاء اللَّه تعالى، فعاد الخيّر إلى الاختصاص بالمنصور والابتدار بالكتابة له. ثم لما عاد الخلوف من القاهرة إلى تونس عاد لِما كان عليه، وعاد ما كان منهما من التشاجر.

ثم بلغني في هذه السنة التي هي سنة ثمانٍ وثمانين بأنّ الخيّر هذا قد حصل له خلل في عقله، وأنه تجرّد عن ثيابه، فأشفقت عليه وعلى شبابه. أحسن اللَّه تعالى عاقبة أمره.

وبلغني أن شخصًا كان في خدمة الخلوف هذا في حين حضوره للقاهرة إلى الحج يقال له ( … ... ) (١) قد استكتبه المنصور وانعزل على الخلوف وأبعده عنه مدّة حتى حصل له القهر الذي ما عنه مزيد. لكنْ بلغني أنه رضي عليه المنصور بعد ذلك وأعاده لِما كان عليه بعد أن ذاق ذلًّا وهوانًا، وأظنّ ذلك بذنب ذلك المسكين الخيّر.

[[ربيع الآخر]]

[التهيّؤ لاستقبال الملك عثمان]

وفيها في أول ربيع الآخر (٢) وردت الأخبار لتونس بوصول صاحبها عثمان وقربه من تونس، فتهيّأ الكثير من الأعيان والناس للقائه.

[قضية جُلَيل البغدادي]

١٧٧ - وفيه في يوم الخميس ثانيه بتونس خرج جُلَيل (٣) السيد الشريف البغدادي العراقي على زعْمه بأنه سُيّر لملاقاة عثمان صاحب تونس. وكان الخبر قد


(١) بياض في الأصل مقدار كلمتين.
(٢) في الأصل: "ربيع الأول" وهو سهو.
(٣) في الأصل: "خرج جُليلًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>