للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بل وغير ذلك، وخلع السلطان عليه خلعة سنيّة وعلى () (١) ولد المحبّ ابن (٢) الأشقر وهو بو سعيد.

ولم يزل شيخ الشيوخ بالخانقاه المذكورة، وكان قد حضر إلى السلطان هو والسيد المذكور. وأقام السلطان يومه ذلك أيضاً بالخانقاه بمخيّمه والأسمطة والمآكل عمّالة. وكان في صحبة السلطان في هذه النزهة قاصد حسن الطويل، وقاصد ملك الهند، وكان قد قدم القاهرة قبل ذلك، وأمّا قاصد حسن فقد ذكرنا قدومه في محلّه، فرأيا ما أدهش عقولَهما من الترتيب الأنيق، وكثرة الأسمطة والمأكل والعساكر النظيفة اللائقة، والعظَمة الزائدة، والضخامة والأُبَّهة بالنسبة إلى بلادهما، وإن كانت صُوَراً ومباني (٣) لا أرواحاً ومعاني (٤)، إذ ذلك قد ذهب بذهاب أهله. ثم بات السلطان أيضاً في ليلة الإثنين هذه بمخيّمه، ولما أصبح الصبح وأخذ في عوده إلى جهة القاهرة. ولما سار بامأرته أطلق عنان فرسه أيضاً على ما جعله عادة له ودَيدناً، بل كانت أمراؤه بمخيّمهم بعد متركهم (٥)، ودام سائقاً سَوقاً عنيفاً، ولا زال على طلقٍ واحد إلى أن وصل إلى تربة يشبك بقرب قبّة كهنبوش، فنزل بها منتظراً قدوم أمرائه (٦) وعسكره عليه إلى أن وصلوا، ومدّ له يشبُك من مهدي سماطاً أنيقاً مختصراً، فأكل، ثم ركب قاصداً القلعة، ومعه الأمراء، حتى وصل القلعة فصعِد إليها قبل الزوال من هذا اليوم. ثم أخذ الناس في التحدّث في ما مراد السلطان من فعله هذا، فمن قائل إنه أراد التنزّه بنفسه ودولته. ومن قائل إنه أراد بذلك إظهار عظمته عند قاصد حسن وقاصد الهند، والمقصود بالذات إظهار العظمة عند قاصد حسن فقط لِما هو مشهور. ومن قائل: أراد السلطان بذلك أنه حسيسا (٧) قرر يكون في سفره على هذا المهيع، إلى غير ذلك من أقاويل لا طائل تحتها، بل ولا في طلب التعليل لما يفعله هذا السلطان، وباللَّه المستعان (٨).

[[القبض على الوزير الأهناسي]]

وفيه، في يوم الثلاثاء، تاسعه، قبض السلطان على الوزير الصاحب شمس الدين الأهناسي، وسُلّم ليشبُك من مهدي الدوادار، فامتحنه يشبُك المذكور


(١) في الأصل بياض.
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) في الأصل: "ومبانيا".
(٤) في الأصل: "ومعانيا".
(٥) هكذا في الأصل. والصواب: بعد ما تركهم.
(٦) في الأصل: "امراوه".
(٧) هكذا في الأصل.
(٨) خبر نزول السلطان في: إنباء الهصر ٢٠، ونيل الأمل ٦/ ٣٤٧، وبدائع الزهور ٣/ ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>