للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتملّك وتمكّن، وأقام المماليك الكثيرة، وضخم وعظُم جدّاً، فإنه جسر فكبر، وما هاب فما خاف، وجمع فأوعى.

[[تفرقة الجامكية]]

وفيه، في يوم الإثنين، سابع عشره، فُرّقت الجامكية بحضور السلطان أيضاً، وجلس على الدكّة وهو ينظر في كل من قبض جامكيّته، مع التنكيت على بعضهم، والنقد للناس، وتسميعهم الكلام السّيئ والتفتيش على أحوالهم حتى نزقوا منه.

[القبض على الشهاب ابن العَيني]

وفيه- أعني هذا اليوم- قُبض على الشهاب أحمد بن العَيني، وسُجن بالقلعة لمالٍ بقي عليه من مال المصادرة التي تقدّم الكلام عليها (١).

[[إرسال النفقة للأمراء]]

وفيه- أعني هذا اليوم أيضاً- بعث السلطان النفقة للأمراء المجهّزين للسفر لقتالط شاه سوار، فحمل إلى قرقماس الجَلَب أمير مجلس ثلاثة آلاف دينار، ولكلّ من الألوف الذين قدّمنا ذكرهم كذلك، إلّا الأتابك أُزْبَك، فإنه لم يعيّن إلى الآن، لإظهاره غاية الامتناع والإعراض عن التوجّه حين عيّنه السلطان. وأمّا تمر الحاجب فكان السلطان قد أنعم عليه قبل ذلك بثلاثة آلاف دينار غير هذه، فصار مجموع ما وصل إليه من السلطان ستة آلاف دينار. وكان قَرَاجا الطويل مسافراً بالوجه القِبلي في بعض جهات إقطاعه، وهو من المعيّنين، لكنْ لم يحمل إليه النفقة لغيابه، وكان الأتابك أُزبك أيضاً غائباً بالبُحيرة، على أن السلطان مُصِرّ على تعيينه، وحمل إلى خير بك من حديد الأشرفي، وجانِبَك الزَيني المؤيَّدي، وهما من الطبلخاناة، لكلِّ منهما خمسمائة دينار، والعشرات وهم أزيد من عشرين لكل واحدٍ مائتي دينار، فكانت هذه النفقة في الجند والأمراء نحو الأربعمائة ألف دينار، فإن الجند كانوا ألفاً وخمسمائة من الأشخاص، فانظر إلى هذه الأموال وإتلافها لا على طائل، بل انظر إلى ما ذهب من الأنفس بعد ذلك. فلا حول ولا قوّة إلّا باللَّه. إنّا للَّه (٢).


(١) خبر ابن العيني في: إنباء الهصر ٤٨، ٤٩، ونيل الأمل ٦/ ٣٥٩، وبدائع الزهور ٣/ ٢٧.
(٢) خبر إرسال النفقة في: إنباء الهصر ٤٩، ٥٠، ونيل الأمل ٦/ ٣٥٩، ٣٦٠، وبدائع الزهور ٣/ ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>