للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد هجاه جماعة من شعراء عصره، فما أجاب عن ذلك، ولا هجا (١) من يهجوه (٢)، وغير ذلك من فضائله. وكان قد ناب في القضاء.

وكان حسن العشرة، فكِه المحاضرة، له مداخلة بالأعيان، وخبرة بذلك، مع حُسن شكالته وهيئته وتؤدته وسكونه، وحُسن سمته وملتقاه.

توفي بالمدينة المشرَّفة في خامس عشري شهر رمضان.

(ترجمة الواعظ القدسي) (٣)

٢٩٤ - أحمد بن عبد الله بن محمد العسقلانيّ الأصل، المقدسي، الشافعي.

الشيخ شهاب الدين، أبو العباس، الواعظ، المعروف بالقدسي (٤).

ولد بالبيت المقدس في سنة ثلاث عشرة (٥) [و] ثمانمائة، وبه نشأ (٦).

فحفظ القرآن [العظيم] وغير ذلك من كتب، ثم اشتغل بالعلم فأخذ عن جماعة، وواظب على الاشتغال بجدّ واجتهاد حتى تميّز ونبغ، ثم تعانى الكلام على الناس فمهر في ذلك وشُهر، واجتمع عليه خلق كثير لسماع وعظه وتذكيره، وكان على مجلسه الأُنس، ولوعظه التأثير، وله اليد الطولى في سرد الأحاديث والتفسير فيما هو بصدده من التذكير، ويستحضر الكثير من كرامات الصالحين وحكاياتهم وأخبارهم في الوعظيّات، وقدم إلى القاهرة وعمل بها المواعيد الحافلة والمجالس الهائلة. وكان يجتمع عليه الخلق الكثير والجمّ الغفير من الناس، لا سيما النساء.

واتفق أن حكى في بعض مجالسه حكاية عن الإمام مالك رحمه الله تعالى، وكان بذلك (المجلس) (٧) بعض المالكية، فنسبوه إلى تنقيص الإمام مالك، وشكوه إلى القاضي المالكي، فبعث إليه يمنعه من الكلام على الناس جملة كافية، ثم أذِن له بعد شفاعة وقعت له. وتوجّه بعد ذلك إلى الحج، وجاور بمكة في سنة أربع


(١) في الأصل: "هجى".
(٢) في الأصل: "لهجاه".
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) النظر عن (القدسي) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٤٧، والضوء اللامع ١/ ٣٦٣ - ٣٦٦، ووجيز الكلام ٢/ ٧٧٥ رقم ١٧٨١، والذيل التام ٢/ ١٩١، ونيل الأمل ٦/ ٢٣٥، ٢٣٦ رقم ٢٦٤٣، وبدائع الزهور ٢/ ٤٣٧.
(٥) في الأصل: "ثلاثة عشر".
(٦) في الأصل: "نشاء".
(٧) عن الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>