للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(نزول السلطان للتنزّه بطُرا والعدوية) (١)

وفيه، في يوم الأحد، ثانيه، ركب السلطان من القلعة، ونزل ومعه جميع أمرائه وخاصكيّته، ولم يكن بثياب الموكب السلطاني، وتوجّه في نزوله إلى طُرا والعدوية، بعد أن تقدّم أمره قبل ذلك، بأن يضرب خانه هناك بالقرب من زاوية الرفاعي، وكان وطاقًا هائلاً على البحر، ونزل به السلطان بمن معه، وتسامع الناس بذلك، فهرعوا إلى تلك الجهة لأجل التنزّه والفُرجة. وكان السلطان لما ركب ونزل عليه سلّاري (٢)، فلما قرُب من الوطاق رمى بالسلّاري الذي كان عليه، وأمر الركبدارية بتنحية عباءة الفَرس المركوب له. ثم أطلق عنانه، وساق سَوقًا عنيفًا كالمغير، وتبِعه على فعله جميع أعيان الأمراء والعسكر الذين معه، ولا زال في مشواره ذلك حتى وصل إلى المعيصرة، ثم عاد إلى المخيّم بالعدوية ونزل به، ثم قُدّم له السماط، فأكل هو والأمراء ومن معه، ودم هناك إلى بعد الزوال، فأُحضر إليه سماط آخر من الحواضر والبوارد كأنواع العجج والأجبان والألبان والمخلّلات والبطّيخ ونحو ذلك، وكان شيئًا وافرًا كثيرًا جدًّا، بحيث فاض على العسكر، فمُدّ هذا السماط وأكل، ثم ركب السلطان عائدًا إلى قلعته، ودخلها قبل أوان العصر، وعِيب عليه ما فعله في سَوقه، وكان ذلك أول فعله لذلك، فلهذا عِيب ذلك عليه، ولو علموا ما يأتي من نحو ذلك وزيادة من أفعاله لما أعابوا عليهَ ذلك، إذ صار دَيدنًا ودأبًا له في كل حين بعد هذا التاريخ، وتقرّر حاله عليه كما أنت على بصارة منه.

[توقّف النيل وارتفاع الأسعار]

وفيه، في يوم الثلاثاء، رابعه، توقف النيل عن الزيادة، ودام على ذلك عدّة أيام حتى حصل للناس من ذلك القلق، وتكالبوا على الغلال، وارتفعت أسعارها زيادة عمّا كانت قد ارتفعت قبل ذلك. ثم كان ما سنذكره.

[[ولاية يلباي العلائي نيابة الإسكندرية]]

وفيه، في يوم الخميس سادسه، استقرّ السلطان بخُشداشه يلباي العلائي الظاهري، أحد العشرات ورؤوس (٣) النُوَب، في نيابة ثغر الإسكندرية، عِوضًا عن


(١) العنوان من الهامش.
(٢) في الأصل: "سلاريا".
(٣) في الأصل: "روس".

<<  <  ج: ص:  >  >>