للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومن المرجح أنه تزوّج في هذه المدّة وهو في القاهرة من المدعوّة "شُكْرْباي" وسيأتي ذكرها لاحقًا.

[في الصعيد]

وفي ١٥ ربيع الأول سنة ٨٦٦ هـ. خرج المؤلّف -رحمه الله - من القاهرة إلى الصعيد، وبقي هناك نحو ثلاثة أشهر، اشترى خلالها كتّانًا برسم الإتجار به في بلاد المغرب، وأنفق في ثمنه نحو ٦٥٠ دينار (١).

في بَنْها:

ولما كان ببَنْها قرب النُّوَيرة أُرجف بالتَّعرّض لهجوم من عربان تلك البلاد للنهْب، وخاصّة نَهْب تجّار المغرب، وهناك رأى حادثا مروِّعًا، وهو أن تمساحًا التقم امرأة وهي تغسل متاعها في النيل بالبلاد القِبلية، وأن إنسانًا من أهل تلك الناحية يُدعَى "أبو عَوكل"، معروف بصيد التماسيح قام بصيد ذلك التمساح، وخرج الناس لرؤيته، وعايَنَه هو فرآه على صفة هائلة.

كما رأى بالوجه القِبلي شخصًا له فمان وأربعة عيون وأربعة آذان وأنفان (٢).

[في بولاق]

ولما عاد من الصعيد إلى القاهرة أقام يومًا بساحل بولاق.

[في الإسكندرية]

وسافر من القاهرة إلى الإسكندرية، وكان يتشوّق للسفر إلى المغرب لأنه بلغه أن بها فُضلاء في علم الطب، وكان لديه نزْعة إلى ذلك، وهو أكبر الأسباب الداعية إلى توجّهه، فدخل الإسكندرية في آخر جمادى الآخر، ورأى بها جماعة من أهل الفضل وبعض المحدّثين (٣). وفيها مرض مرضًا حادًّا في ٢١ من شهر شعبان، وعُولج حتى شُفي بعد أسبوعين (٤). وحلّ عيد الفِطر وهو بها، فحضر صلاة العيد في الجامع السعدي، وشاهد فيه: "العزيز بن يوسف بن الأشرف بَرْسْباي"، و"المنصور عثمان بن الظاهر جقمق" وهما بخلعتين أُحضِرتا لهما من القاهرة (٥).

وفي ميناء الإسكندرية رأى مركبًا هائلًا يملكه أحد كبار التجار من جنوة،


(١) الروض الباسم ٢/ ورقة ٣٥ ب.
(٢) الروض الباسم ٢/ ورقة ٣٥ ب و ٣٦ ب.
(٣) الروض الباسم ٢/ ورقة ٣٧ ب.
(٤) الروض الباسم ٢/ ورقة ٣٨ ب.
(٥) الروض الباسم ٢/ ورقة ٣٩ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>